أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري أول أمس بالقاهرة على أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في المنطقة العربية التي تهدد مباشرة حياة ملايين من البشر. ولفت الوزير في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة ال42 للمكتب التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية برئاسته إلى أن ما يزيد هذه القضية تعقيدا هي قلة الموارد المالية لبعض البلدان وعدم استقرار الأسواق الدولية بحكم أن الطلب أصبح أكثر من العرض. وقال «أننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى كبلدان عربية أن نبذل المزيد من الجهود لتنمية الإنتاج الفلاحي والزراعي بما يكفل احتياجات بلداننا من المواد الأساسية الضرورية «. وأضاف عبد الوهاب نوري «إن الدول العربية مطالبة في عملها المشترك بالتنسيق فيما بينها من أجل مكافحة الآفات الفلاحية والجراد وما تسببه من أضرار جسيمة على المحاصيل الزراعية وكذا الأوبئة العابرة للحدود ناهيك أيضا عن التقلبات المناخية وظاهرة التصحر التي تستدعي تعاون عربي من أجل التقليل منها. وأشار إلى أن ارتفاع حجم الواردات الزراعية في العالم العربي وزيادة أسعارها مؤخرا لبعض المواد الأساسية نتيجة لعدم استقرار الأسواق العالمية أرهقت ميزانيات بعض البلدان التي تجد صعوبة في التوفيق بين ضمان تموين المواطنين بهذه المواد من جهة والاستجابة إلى طموحاتها في التنمية والرقي من جهة أخرى وهو ما تظهر جليا أهمية العمل الجماعي العربي المبني على التنسيق والتشاور والتعاون بهدف زيادة الإنتاج الزراعي. كما أكد الوزير في كلمته على ضرورة تجنيد الدول العربية لكل طاقاتها من أجل الحفاظ على أمنها الغذائي وذلك من خلال الاستعمال العقلاني للموارد الطبيعية من تربة ومياه وطاقة وتطوير الإنتاج الزراعي عبر عصرنة وسائل الإنتاج. ومن جانبها أكدت الجامعة العربية أهمية تنسيق السياسات الزراعية من اجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي بدول المنطقة والعمل على تضافر الجهود في مواجهة التحديات الزراعية والتغلب على المعوقات التي تواجه الدول العربية.