سنضرب بيد من حديد للقضاء على ظاهرة اختطاف الأطفال أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن عودة الفتنة التي عرفتها البلاد في التسعينات أمرا مستحيلا، وشدد على أن الحكومة لن تتسامح مع من يهدد الأمن العمومي ويحاول المساس بوحدة المجتمع الجزائري وسلامته، وأوضح أن الخرجات الميدانية للجهاز التنفيذي جاءت بتعليمة من رئيس الجمهورية ووفاءا بالالتزام المقطوع أمام البرلمان لتكريس العمل الجواري في معالجة النقائص. جمعت الصدفة الوزير الأول، بسكان قالمة، في الذكرى ال35 لوفاة الرئيس هواري بومدين، وحيت قاعة المحاضرات بمقر الولاية مكان اللقاء مع المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني روح الزعيم التاريخي، حينما افتتح سلال خطابه بالقول «زيارتنا لهذه الولاية تزامنت وليلة الذكرى ال35 لوفاة الرئيس العظيم الراحل هواري بومدين» ولفت إلى «العلاقات التاريخية والإنسانية القوية بين بومدين وصديقه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتي تركت بصمات حتى يومنا هذا» وأكد أن تلاقي الزيارة مع المناسبة الخالدة لم يكن محسوبا أو مبرمجما وإنما للصدفة. وعرج الوزير الأول عبد المالك سلال، بعدها على الأفاق المستقبلية للبلاد، بالحفاظ على مكسب الاستقرار ودفع التنمية الاقتصادية، والتحكم في العلم والتكنولوجيا، وقال أن الجزائر مقبلة على مرحلة لن تعرف فيها أزمات كالتي عاشتها، مؤكدا أن» التاريخ لا يجب أن يعيد نفسه وعشنا تراجيديا من غير الممكن أن تكرر نفسها»، معتبرا «في حالة وقوعها ستكون مهزلة والجزائر ليست دولة مهازل ولن تكون». وأفاد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، أن الدولة ساهرة على حماية استقرارها والتحكم الجيد في أمورها، وعلى أتم الاستعداد للتعامل مع الفترات المقبلة بدءا من سنة 2014، وتسييرها بالشكل الذي يضمن راحة المواطن الجزائري وتقدمه، قائلا» تيقنوا أن الدولة والحكومة ساهرين على هذا ودارسين آفاق 2014 وأبعد». وابرز المتحدث، أهمية الاستقرار في إحراز التقدم الاقتصادي وتماسك وحدة المجتمع، واعتبر أن البلاد وصلت درجة قوية من الهدوء والأمن بفضل جهود رئيس الجمهورية وصبر الشعب، مشيرا» السر الوحيد لتطوير البلاد هو الاستقرار ومن دونه لا يمكن بناء دولة قوية». وبعد استرجاع الجزائر لأمورها الأمنية والاقتصادية، شرعت في رمي خطواتها إلى مراحل ابعد ابتداء من السنة المقبلة، حسب سلال، الذي اعتبر وبنبرة حادة الرجوع إلى فترة التسعينات أمرا المستحيل «لأننا ركبنا القطار والجزائر ماضية إلى الأمام». وأضاف» الدولة تسير نحو بناء اقتصاد قوي وحضارة مبنية على الإسلام والعربية والأمازيغية وتسعى لسلوك طريق يبعث على الأمل باكتساب العلم والمعرفة». وذكر الوزير الأول، بالحوصلة التي ستقدمها الحكومة، معتبرا أنها واضحة تبعث على الافتخار لأننا «متقدمين بالقلب المفتوح والضمير إلى الشعب»، وقال كل الدول بما فيها الأعداء تعترف بما وصلته الجزائر وما تعرفه من استقرار. وكشف سلال، أن الخرجات الميدانية للحكومة جاءت بتعليمة من رئيس الجمهورية، وتجسيدا للتعهد الذي قطعته أمام البرلمان لتكريس العمل الجواري لحل المشاكل ومعالجة النقائص واتخاذ التدابير اللازمة، موضحا أن هناك ما تم معالجته خلال البرامج التكميلية الإضافية، وسيتبع الباقي في الخماسي المقبل، مؤكدا على أن «هذا دور الحكومة ولسنا في حملة انتخابية». ومن قالمة، أدان عبد المالك سلال بشدة، ظاهرة اختطاف الأطفال، ووعد بالضرب بيد من حديد لاستئصال هذا المرض الذي لا يمت بصلة لقيم المجتمع الجزائري وخصاله، وأكد أن «الحكومة قوت قوانينها الردعية لمكافحة الاختطافات الغريبة عن مجتمعنا» وبعد إشادته بمجهودات أجهزة الأمن، اقسم سلال الا يكون أي تراجع في تطبيق القانون، والتصدي لكل من يريد المساس بالأمن العام ووحدة المجتمع قائلا» أؤكد عزم الحكومة على الحفاظ على الأمن العمومي والوقوف أمام من يريد المساس بالمجتمع وأمنه ولن نتسامح مع هذه الأمور». وأضاف في السياق» نحن حكومة حوار ولن نصطدم مع الشعب ولكن من يمس وحدة الشعب مستحيل التساهل معه» وأردف انه لا ينبغي العيش في كراهية ولا نستورد الأشياء الطالحة من المجتمعات الأخرى. داعيا إلى تعزيز التسامح وحل المشاكل بالهدوء والحوار، مشيرا إلى حرص الدولة على ضمان حرية التعبير وفق الأطر السلمية وقال « يمكن لكل مواطن الخروج للشارع في إطار قانون والمطالبة بحقوقه في إطار سلمي، ونحن نعرف أن هناك نقائص لكن بهدوء وليس بالتهديم لان الممتلكات العامة ملك للشعب ونحن صارمون في هذه الأمور». وأكد سلال أن الجزائر مقبلة على سنة حاسمة، وقال أن الدولة مرتاحة الضمير والشعب واثق بالذهاب إلى الإمام مشيرا إلى أن بناء اقتصاد قوي يكون بالتحكم في السوق الخارجية والتصدير، وخلق الثروة وتوفير الشغل.