ووري أمس جثمان الراحل محمد بن قطاف إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية في جو مهيب وبحضور كبير ومعتبر للأسرة الفنية، جاءت من مختلف ربوع الوطن لتوديع فقيد الثقافة والمسرح الجزائري. فضّلت أسرة الفقيد نقل جثمان بن قطاف الذي توفي أول أمس بمستشفى عين النعجة عن عمر 75 سنة من البيت بحي «قاريدي 2» إلى مثواه الأخير. ويعتبر بن قطاف قامة من قامات المسرح الوطني، وهو من مواليد ديسمبر 1939 بالعاصمة، برز في الإذاعة الوطنية قبل أن يتألّق نجمه في الفن الرابع. تنقّلت «الشعب» أمس إلى ساحة محمد توري التي تحيط بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بقلب العاصمة، حيث تحولت إلى ساحة عزاء للأسرة الفنية والمسرحية على وجه الخصوص، كان الحزن باديا على مختلف الوجوه الحاضرة من فنانين ومواطنين وأسرة الإعلام، كلّهم سجّلوا حضورا قويا اعترافا بما قدّمه الرجل للساحة الفنية والثقافية . ^ المكلف بالاتصال بالمسرح الوطني فتح النور: «إصراره في العشرية السوداء تؤكد جرأة وشجاعة المرحوم» قال بن براهيم فتح النور المكلف بالاتصال ل «الشعب» أنّ العزاء الأكبر للراحل محمد بن قطاف هو مواصلة رسالته وتسخير المجهودات للعمل المسرحي، وفتح المجال للشباب والمرأة على وجه الخصوص لمعالجة مشكل المجتمع وتنوير الرأي العام. قال في سياق متصل أنّ الراحل هو أب ثاني له من خلال المسيرة التي قضاها معه «انه باختصار رجل كبير»، واضاف: «لقد كان مؤمنا ومقتنعا بكل ما يعمل ولا مجال للعبث معه»، واشار في حديثه «لقد فتح المسرح للجميع فتلاميذه موجودون عبر مختلف التراب الوطني من تمنراست إلى ادرار ومغنية وغيرها من المناطق». وتحدث المكلف بالاتصال في المسرح الوطني الجزائري عن شجاعة بن قطاف في العشرية السوداء، حيث كان يلحّ دائما على تقديم مسرحيات وعروض للتحسيس والتنوير بما يجري، كان جريئا وشجاعا ولهذا يلقى كل هذا التقدير». وعاد بن براهيم فتح النور للحديث عن مآثر الرجل وخاصة وقوفه وراء تأسيس المهرجان الوطني للمسرح المحترف، الذي لقي رواجا عربيا كبيرا ويكفيه فخرا أنه تحول إلى مرجع عربيا وأخذ شهرة كبيرة حسن الكثير من واقع الثقافة والفن الرابع في الجزائر وأعطاها بعدا عربيا ومتوسطيا، في ظل تمكينه لعرض كثير الاعمال في البرتغال، إيطاليا وفرنسا. وطالب فتح النور بالمقابل حماية مؤلفات وعروض الراحل بن قطاف وتصنيفها كتراث وطني، موضحا بأنه يصعب كثيرا إيجاد خليفة له، لقد كان يؤكد دائما وهو المسير للمسرح الوطني بعقلية الفنان بانه وسيط فقط بين المؤلفين والممثلين على خشبة المسرح فحتى توجيهاته وملاحظاته وانتقاداته كانت كفنان وليس مسيرا لذا تجده محترما من قبل الجميع. وتأسّف في الأخير لفقدان الساحة الفنية الكثير من الوجوه على غرار كلثوم واليوم بن قطاف، «إنه أمر رهيب للغاية يصعب تجرعه لكن القضاء والقدر أكبر، ولنا أن نواصل رسالتهم وندعو لهم بالرحمة والمغفرة». ^ شريف زاهر: «ساعد الزوالية في الخفاء» كشف الممثل المسرحي والفنان شريف زاهر أن الجزائر برحيل محمد بن قطاف تكون قد فقدت قامة ثقافية بامتياز، موضحا بأن «المستقبل قد يكشف عن 2000 بن قطاف جديد في مجال المسرح لكن كشخصية لا أعتقد إننا سنجد مثله بالنظر للتضحيات والأعمال الكبيرة الني قدمها للثقافة الجزائرية». وأوضح زاهر ل «الشعب» أنه تعرف على الفنان منذ 12 سنة وكان معلما وموجها ومكونا لم يبخل بالنصح ، حيث «يسعى دائما للأحسن ويشجع الجميع دون استثناء لقد خسرنا فعلا شخصية كبيرة، ساعد الزوالية في الخفاء». ^ العيد قابوش: «عالج بنجاح مشاكل المجتمعات من زاوية ثقافية» أمّا الفنان المعروف بمسرح عنابة العيد قابوش، فقد فضّل التحدث عن الجانب الإنساني للراحل محمد بن قطاف، الذي كان، حسبه، مثالا في الأعمال الانسانية، «فمنذ أن عرفته في سنوات الستينيات كان دائما يحب الخير للجميع ويساعد الزوالية والبسطاء، لقد تأثرت كثيرا بفقدان صديق عزيز كنت أعتبره نصفي الثاني إنها فعلا خسارة، خبر وفاته تلقيتها كالصاعقة. لقد كان الراحل مناضلا ومؤلفا ومبدعا حاول معالجة مشاكل الجزائروالوطن العربي من زاوية ثقافية، وكان ناجحا بفضل اجتهاده وحبه للمسرح وتقديره للجمهور».