أشاد عدد من المسرحيين في تصريحات لواج بالخصال الفنية والانسانية لرجل المسرح الشهيرامحمد بن قطاف الذي وافته المنية مساء أمس الأحد بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 75 سنة، مذكرين بدوره في تشجيع الشباب الموهوبين للولوج الى عالم الفن الرابع منذ توليه منصب مدير المسرح الوطني الجزائري. وبكثير من التأثر لرحيل صديق الدرب، اعتبر الكوميدي والمدير الفني للمسرح الوطني، دريس شقروني، أن "المسرح الجزائري فقد في وفاة امحمد بن قطاف جزء من ذاكرته". من جانبه، حيا الممثل والمسرحي عبدالحميد رابية "روح التفتح "التي كان يتميز بها امحمد بن قطاف الذي كان يحاول كلما سمحت له الفرصة "اسقاط الحقائق الاجتماعية الجزائرية على الركح "لايقاظ الوعي من خلال العديد من أعماله. ووصف المدير التقني للمسرح الوطني الجزائري عبد الكريم لحبيب الراحل ب "قاطرة" المسرح الجزائري حيث ساهم في انتعاش المسرح خاصة في سنوات الثمانينيات. وذكر المتحدث ب"قوة" الكتابة المسرحية لدى بن قطاف التي استمدها من تجربته في اقتباس أعمال كبار المسرحيين مثل الكاتب المصري توفيق الحكيم والشاعر التركي ناظم حكمت. من جهته، حيا المكلف بالاتصال في المسرح، فتح النور بن براهيم "رجل المبادئ ومسير" المسرح الوطني الجزائري الذي عرف كما قال كيف يعطي نفسا جديدا لهذه المؤسسة منذ 2003 بتحفيز "بروز المواهب الشابة" والعمل من اجل ترقية الفن الرابع في كل مناطق الجزائر. وذكر في هذا الشأن بمبادرة أيام مسرح الجنوب، وهي منافسة منحت منذ نشأتها في 2007 فضاء للتعبير للممثلين والمؤلفين والمخرجين من مناطق الجنوب (تمنراست، أدرار، ورقلة ..). وذكر الصحفي والمؤلف بوزيان بن عاشور الذي تأسف لفقدان "أحد اعمدة تاريخ المسرح الوطني الذي رافق العظماء ليصبح هو الآخر عظيما"، مساهمة الراحل في المسرح الاذاعي من خلال عمله في الاذاعة الوطنية منذ 1963. واعتبر المتحدث أن هذا الدور ترجم أيضا على خشبة المسرح منذ 1966 مذكرا بالجهد الذي قام به الراحل الذي كان يحمل "تيارا تجديديا " في المسرح من خلال العديد من اعماله التي قدمها باللهجة الجزائرية والتي استلهمها من عمق المجتمع. وبرز هذا الجانب التجديدي لدى بن قطاف من خلال كتابته في فرقة "مسرح القلعة" و التي أهلته ليكون "القلم المكرس" للفرقة التي انشأها في 1990 رفقة زياني شريف وعزالدين مجوبي وصونيا. وحيا بدوره بوزيان بن عاشور "فتح أبواب المسرح الوطني أمام المبدعين الشباب" خلال ادارته للمسرح الوطني مما سمح منذ 2003 كما قال ببروز "جيل من الممثلين والمؤلفين والمخرجين من مختلف مناطق الجزائر "و الذين تمكنوا من تجسيد أعمالهم على المسرح كل حرية". ولد امحمد بن قطاف في 20 ديسمبر 1939 بحسين داي (العاصمة) ودرس بالمدرسة بقسنطينة. التحق بالإذاعة الوطنية في عام 1963 قبل ان ينطلق في مجال الفن الرابع كمؤلف ومقتبس بالمسرح الوطني الجزائري ما بين 1966و 1989. في سنة 1990 كان من بين منشئي "مسرح القلعة" قبل ان يشرف على المسرح الوطني محي الدين باشطرزي ابتداء من 2003 . وقد الف زهاء 15 مسرحية ك"جحا و الناس"(1980) "موقف مستقر" (1995) اضافة الى "فاطمة ضجيج الاخرين"(1998). كما تالق محمد بن قطاف كممثل كوميدي باداءه ادوار في اعمال رجال المسرح الجزائريين (كاتب ياسين ولد عبد الرحمان كاكي ...) او مسرحيات عالمية لشيكسبير ، موليار و براشت. و ووري الفقيد الثرى ظهر اليوم الاثنين بمقبرة العالية بالعاصمة.