أعلن المشاركون في القمة الاستثنائية لدول وسط أفريقيا المنعقدة أمس، في نجامينا، أن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الانتقالي ميشال دجوتوديا ورئيس وزرائه نيكولا تيانغاي قدما استقالتهما. وجاء في البيان الختامي للقمة الذي تلي خلال جلسة موسعة أن قادة المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا «أخذوا علما باستقالة رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى ورئيس وزرائه». وكانت فرنسا، والتي تدخلت عسكريا في هذا البلد، طالبت منذ أسابيع ميشال دجوتوديا بالتخلي عن السلطة بسبب الأزمة الأمنية والسياسية التي تشهدها جمهورية أفريقيا الوسطى. وكان جوتوديا قد واجه ضغوطا من زعماء المنطقة ليتنحى بمبرر فشله في وقف عنف طائفي تفجر منذ أشهر وأرغم مليون مواطن على الفرار من ديارهم. واحتضنت نجامينا عاصمة تشاد نهاية الاسبوع قمة لدول وسط أفريقيا تحت عنوان إنهاء العنف الذي تتخبط فيه جمهورية فريقيا الوسطى والعودة إلى المسار السياسي، وأبدى المجتمعون وفي مقدمتهم فرنسا رغبتهم الملحة في تنحي الرئيس جوتوديا المسلم فيما تطمح باريس أن ترسل دول أفريقية أخرى قوات إضافية لاستتاب الأمن. وقال الأمين العام للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا علامي أحمد «تشاد هو البلد الذي دعا إلى تنظيم هذه القمة بعدما تأكد أن الوضع الأمني وصل إلى درجة خطيرة»، مشيرا أن هدف القمة هو اتخاذ إجراءات جديدة وقوية كفيلة بإعادة الأمن إلى البلاد». وأضاف علامي أن أفريقيا الوسطى تعيش وضعا متناقضا، من جهة سلطات انتقالية أثبتت عدم قدرتها على الحفاظ على الأمن ونزع سلاح الميليشيات، ومن جهة أخرى طبقة سياسية ومجتمع مدني يصبان الزيت على النار. وشارك رئيس أفريقيا الوسطى الموَقت ميشال دجوتوديا في القمة رغم العزلة السياسية المحيطة به على المستويين الإقليمي والدولي. واذا كانت فرنسا، التي تدخلت عسكريا في هذا البلد، هي التي تقف وراء تنحية دجوتوديا حيث طالبته بالتخلي عن السلطة مرارا، فإن جهات كثيرة تتخوف من قرار الإستقالة وتعتقد بأن رحيل رئيس أفريقيا الوسطى الموَقت اليوم يعني إغراق البلاد في مزيد من النار والدماء. فرنسا ترفض إرسال قوات إضافية النقطة الثانية التي ناقشتها قمة تشاد بطلب من فرنسا، هي إمكانية إرسال قوات أفريقية إضافية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى في وقت ترفض فيه باريس رفع عدد قواتها في «سنغاريس» التي تضم 1600 عسكري. وقال فابيوس في هذا الخصوص «لا نريد أن نقع في مستنقع، نحن نحتاج فقط إلى دعم الأفارقة وسنطلب أيضا المساعدة من الأوروبيين». كما استبعد أيضا وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان تعزيز قوة «سنغاريس». وتضم القوة الأفريقية حاليا حوالي 4000 عسكري، من بينها قوات تشادية تشارك في دوريات مشتركة مع الجنود الفرنسيين في العاصمة بانغي، ويتوقع أن يصل تعدادها إلى 6000 جندي في المستقبل القريب، حسب لوران فابيوس. من جهتها، أعلنت رواندا أنها قررت المشاركة في القوة الأفريقية ب800 عسكري سيصلون قريبا إلى أفريقيا الوسطى. ومع استقالة رئيسها المؤقت وفي انتظار النتائج المترتبة عن هذه الخطوة، لا تزال جمهورية أفريقيا الوسطى غارقة في دوامة العنف الطائفي الذي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الناس. فيما لا يظهر حتى الآن أي حل سياسي في الأفق رغم الجهود السياسية التي تبذلها باريس التي تطمح بعودة المسار السياسي وتجنب الوقوع في مستنقع يصعب الخروج منه.