اشتهرت بعض الولايات بمعارك ضارية مع الجيش الفرنسي كبدت العدو خسائر فادحة بشرية ومادية، وهذا بالرغم من قلة الأسلحة والمجاهدين، إلا أن العزيمة والإرادة والإيمان باسترجاع الارض التي سلبت منه عام 1830، كانت أقوى من الدبابات والطائرات الحربية الفرنسية. حيث أن هذه المعارك لم تتوقف عبر التراب الوطني وكانت هناك استراتيجية للقيام بها، من أجل إظهار للعدو أن الشعب الجزائري يرفض الاستعمار ومتمسك بقضيته العادلة ومن بين هذه المعارك نذكر: معارك الولاية الثالثة واجهت الولاية الثالثة معارك ضد القوات الاستعمارية، وحققت انتصارات كبيرة وأصبحت مضرب الأمثال في الصمود. كما واجهت بالمقابل، القوى المضادة للثورة ومنها حركة بلونيس التي تمركزت في قرية ملوزة وتسببت في مضايقات واعتداءات على الثوار والشعب معا، لكن جيش التحرير واجه ذلك بكل ثبات وحكمة، وكان الأمر يقتضي القضاء على الفتنة وخلع جذور الخيانة قبل أن تتسرب إلى الثورة وطوق جيش التحرير القرية يوم 28 ماي 1957 وقضى على أنصار حركة بلونيس. وكان من أبرز قادتها كريم بلقاسم، محمدي السعيد وعميروش، الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولاية الثالثة بكل ثبات. ومن أشهر ما واجهته الولاية الثالثة عملية الزرق الشهيرة التي استحوذت فيها على أسلحة كثيرة، وأحبطت المخطط الاستعماري الذي أريد به إجهاض الثورة في منطقة القبائل. الولاية الرابعة عرفت هذه الولاية بموقعها الاستراتيجي بحكم قربها من العاصمة، وربطها بين مختلف الولايات الأخرى، وكانت المعارك بها متواصلة عبر الجبال والمدن معا. منها معركة جبل بوزقزة، معركة أولاد بوعشرة، معركة أولاد سنان، معركة الكاف الأخضر، معركة جبل باب البوكش 1958 غرب تيارت. وكان الجبل يمتاز بارتفاعه الشديد فاتخذ منه المجاهدون حصنا لهم، خاصة أنه كان قريبا من جبال الونشريس وجبال سيدي داود. وفي نهاية ماي 1958 وقع تمشيط القوات الاستعمارية للناحية معتمدة على طائرات الكشافة وبدأت المعركة يوم 24 ماي 1958 وقدرت القوات الاستعمارية ب8000 جندي تعززهم الطائرات المقاتلة والعمودية، حيث دامت المعركة ثلاثة أيام وانتهت بانتصار المجاهدين. ومن أشهر قادتها رابح بيطاط، سويداني بوجمعة، عمر أوعمران، الصادق دهيليس، أمحمد بوقرة الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولاية الرابعة، وأثبتوا قدرتهم على التصدي للاستعمار في الريف والمدن. الولاية الخامسة تميزت الولاية الخامسة بالموقع الاستراتيجي الحدودي، واتساع الرقعة الجغرافية التي كانت تغطيها وكان لها قادة كبار من هم العربي بن مهيدي، محمد بوصوف، عبد الملك رمضان، هوراي بومدين والعقيد لطفي، وقد استمرت بها المعارك والكمائن طيلة الثورة، بينها معركة جبل عمور في 02 أكتوبر 1956. كما تميزت هذه الولاية بإنشاء أول مدرسة لسلاح الإشارة التي هو سلاح ذو حدين في أوت 1957 والتي كانت أساس إنشاء وزارة العلاقات العامة والاستخبارات. وكان العقيد لطفي من أبرز قادة الولاية الذين لعبوا دورا كبيرا في مواجهة عمليات شال العسكرية. وفي مارس 1960 حاصرته القوات الفرنسية بقيادة الجنرال شال مع مجموعة من المجاهدين، منهم الرائد فراج وكان ذلك في منطقة بشار. وانتهت المواجهة باستشهاد العقيد لطفي رفقة نائبه فراج يوم 27 مارس 1960. وبقي قادة الثورة يقودون معارك جيش التحرير في الولاية الخامسة، إلى أن انهزمت قوافل جيش الاستعمار وانتصر المجاهدون. الولاية السادسة امتازت الولاية السادسة بدورها بالتنظيم السياسي والإداري لخلايا جبهة التحرير الوطني، وذلك بحكم طابعها الصحراوي أولا، ومواجهتها لمختلف الحركات المناوئة للثورة. وقد اعتمدت جبهة التحرير السرية للتوغل في صفوف الشعب، كما امتازت بمحاربة البنية الاقتصادية الاستعمارية خاصة ضد حقول البترول والغاز. ومن المعارك البارزة في هذه الولاية، نذكر معارك جبال القعدة وبوكحيل والكرمة والجريبيع يومي 17 و18 سبتمبر 1961 بقيادة محمد شعباني، وامتدت المعركة إلى الجبل الذي هو جزء من سلسلة جبال الأطلس الصحراوي، ومعركة جبل ثامر التي استشهد فيها العقيدان سي الحواس وعميروش. كما كانت تقوم بتنظيم فرار المجندين الجزائريين في صفوف العدو وجلب الأسلحة والأخبار. وواصل قادتها معارك جيش التحرير في الولاية السادسة. معركة وادي هنور ببوقزول وقعت هذه المعركة بتاريخ أكتوبر سنة 1959 وبالمكان المسمى وادي هنور ببوقزول، أين كانت تتمركز فصيلة من المجاهدين اتخذت لها مواقع جيدة. حيث فوجئت بتقدم قوات العدو في حملة تطويق وتفتيش لها، إذ تمكن جيش التحرير في هذه المعركة من الحفاظ على سلامة المجاهدين، وأسفرت نتائج المعركة التي استمرت عدة ساعات عن مقتل عشرين جنديا فرنسيا، وتدمير عدد من الآليات العسكرية، بينما سقط عدد قليل من المجاهدين شهداء مقارنة بخسارة العدو. معركة المائدة بالمفاتحة قصر البخاري بتاريخ عام 1955 وبالمكان المسمى المائدة بالمفاتحة، قصر البخاري، حيث كانت تتمركز أفواج لجيش التحرير بقيادة مسئول القسم سي أمبارك بمنزل أحد المناضلين وهو قويدر شعبان، حيث وصلت العدو وشاية من أحد الخونة، قام خلالها العدو بحشد قواته صوب المكان لمحاصرته، فنشبت معركة رهيبة دامت يوما كاملا نتج عنها مقتل 60 جنديا استعماريا. واستشهد 29 مجاهدا، بينهم مسئول القسم وصاحب المنزل المذكوران.