اختتمت بمركز مصطفى كاتب فعاليات الأيام الأدبية، التي نظّمتها مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال تحت قيادة الأديبة سميرة قبلي، التي ساهمت في دعم العمل الثقافي، لاسيما الأدبي منه، بطبع الأعمال الأدبية عبر أجناسها من شعر ورواية، نقد...إلخ، للمبدعين الشباب. وهذا البناء الثقافي يساهم في تفعيل المشهد الأدبي بالجزائر عبر محطات، تبقى الارادة فقط هي من تصنع ذلك. وأضافت «نورس باشا» ستكون رواية عالمية وعرف اليوم الأخير من الأسبوع الثقافي نشاطا جمع كل من الكاتب عبد الرزاق بوكبة والكاتبة هاجر قويدري، وكانت من تنشيط المتميّز الكاتب علي رحايلية، فقد تحدّث بوكبة عن تجربته في عمله الروائي «ندبة الهلالي» من قال للشّمعة: أح؟ حيث ذكر أنّ هذه الرواية خلّصته من الموت، وعلّمته كيف يعيش لأنّها أجابت عن أسئلة تختلجه، وهي في سياق نسق لأسئلة عديدة كان عليه الاجابة عنها، إلى أن ذكر أنّ الرواية هي فنّ لذيذ بامتياز، وليست معمار فقط لكنها هندسة بكل أحجامها. وفي ردّه عن سؤال «الشعب»: أين يجد بوكبة نفسه وهو ينتقل من الشعر إلى القصة إلى الرواية، ألا يخشى بوكبة عن نفسه التورط في ملكوت الأسئلة الكثيرة؟ أجاب أنّه مازال يكتب الشعر، ولكنه يبحث عن شاعرية الأشياء التي لم يستطع الشعر الحديث عنها، شعرية البوح، شعرية المكان والزمان، وشعرية الأشياء التي لا يراها الآخر بعين الروائي، فذلك هو اشتغالي. أمّا الكاتبة هاجر قويدري التي احتفت هي الأخرى بروايتها «نورس باشا»، وهو العمل الروائي الذي نال جائزة «الطيب صالح» للرواية العربية سنة 2011. كجرأة الأنثى دوما، ولكن بشكل آخر تصرّح هاجر أنّها لو تجد من يضمن لها راتبا شهريا، سوف تعمل على إنجاز رواية كل سنتين. وفي ردّها عن سؤال «الشعب» حول تجربتها الروائية قالت أنّ استقالتها من التلفزيون الجزائري كانت نتيجة وقناعة بأنّها خلقت لغير ذلك، أي بمعنى للرواية، لأنّ الكتابة عندها هي مشروع عمر، تحاول من خلالها أن تخلق لنفسها قامات في العمل الروائي بمختلف توجهاته الذهنية، النفسية، البوليسية، التاريخية..إلخ. وتدرك ذلك بأنّه لديها حسّ تجريبي، وهي تؤمن بأنّ هاجر الروائية هي ربّما من خلال الشخوص، أو في علاقتها مع الشخوص الأخرى، وقد أخذ النقاش حقّه من الرواية كجنس أدبي. أمّا الفترة المسائية فقد كان الشعر مناصفة بين مجموعة من الأسماء التي اعتلت المنصة، يوسف بعلوش وديوانه «ديناميت»، محمد عبدون «زبد البحر»، هيثم سعد زيان «عندما ابتذل الماء»، الشاعر بدر مناني، والشاعر نصر الدين حديد وديوانه «ربطتي عنق». هذا الأخير الذي أمتع جمهور القاعة، خاصة بقصائده الصوفية المترجّلة في التنوع والايقاع، والتي أثلجت الجمهور المتعطّش لسماع الشعر وتذوّقه. وقد حضرت الأمسية الوزيرة السابقة والروائية زهور ونيسي، وبعض الأسماء التي لها حضورها الاعلامي والأدبي.