أوضحت الإعلامية والروائية هاجر قويدري أننا “في زمن الإعلام والتسويق، ولهذا من المستحب على كل كاتب أن يشارك في المسابقات الأدبية حتى يتم تسليط الضوء عليه، خاصة في حال حصوله على الجوائز”. وأضافت هاجر قويدري ضيفة منتدى “صدى الأقلام” أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري، “الزمن الذي نعيشه هو زمن الإعلام والإشهار”، مضيفة أنها أصبحت معروفة ومعترف بها بعد نيلها لجائزة علي معاشي الأولى للرواية سنة 2008 برواية “أوزنجو”، وجائزة الطيب صالح الثانية للرواية السنة الفارطة برواية “نورس باشا”. وفي هذا السياق، تحدثت هاجر عن عملها “نورس باشا” الذي قالت إنه الأول من نوعه في جنس الرواية الذي يُنشر بعد أن كانت تكتب الشعر، مشيرة إلى أنها أعادت كتابة رواية “أوزنجو”، وستصدر خلال الصالون الدولي للكتاب القادم. كما كتبت رواية “كليك” إلا أنها لم تنشرها لأنها لا تعتبرها عملا متكاملا. وقالت الكاتبة إنها غير متخصصة في الأدب وحتى دراستها الإعلام كانت في مجال التكنولوجيات الحديثة، ولهذا لم تنشر رواية من رواياتها إلا بعد شعورها باكتمال العمل، ومع ذلك تقول إنها قدّمت رواية “نورس باشا” للتصحيح اللغوي خوفا من وجود أخطاء بها. وكشفت هاجر عن هوسها بالتاريخ العثماني، وهو ما ظهر جليا في روايتها “نورس باشا”؛ حيث تناولت الحقبة التاريخية من 1798 إلى 1805؛ أي حكم مصطفى باشا للجزائر، وقالت إنها استعانت في عملها بشخصيات حقيقية مثل الحاكم وبوشناق إلا أن معظم شخصياتها خيالية مثل الضاوية بطلة عملها وصديقتها العقونة. وقالت هاجر إنها جعلت من الضاوية شخصية مركّبة يمكن التعاطف معها في صفحة، وفي صفحة أخرى يمكن مقتها. والضاوية امرأة عانت كثيرا في حياتها وتزوجت صغيرة، أما العقونة رفيقتها فاغتُصبت وأنجبت طفلا. وفي هذا السياق، تناولت هاجر شخصيات كانت في الزمن البعيد أحد عناصر المجتمع المحبوبة مثل الأبكم والدرويش. وقالت المكلفة بالملحق الثقافي لجريدة “الفجر”، إنها تغوص في شخصيات عملها إلى درجة تأثرها نفسيا، مثل شعورها بمزاج سيئ، كما أصبح لها عادات سيئة حينما كانت تكتب عملها الأخير مثل شرب القهوة بدون سكر، مؤكدة أنها لا تكتب بسهولة بل إن عملها يتطلب الكثير من الوجع والجهد. وأكدت المتحدثة أنها تحتاج إلى أن تبتعد عن الزمن الحالي لكي تكتب؛ أي أنها تكتب عن حقب قديمة ولا تستطيع أن تكتب عن هذا الزمن خوفا من أن تكتب عن نفسها، كما أنها تحب أن تكتب عن التفاصيل؛ حيث كتبت في عملها المنشور عن خصوصيات مدينة القصبة وعادات سكانه. واعتبرت الكاتبة أنها تهتم بتقديم الجمال في عملها حتى ولو كان مليئا بالأحداث الصعبة، مضيفة أنها وإن أحبت الروايات التي تتناول الإرهاب إلا أنها تحب أن تحكي عن الجمال من خلال تفاصيل جميلة، مضيفة أن ما يهمها في لغتها الروائية إيصال ما تريد قوله للقارئ، كما تهتم بتحديد شخصية الراوي في عملها الأدبي.