عبادو: استكمال مسيرة البناء مسؤولية تقع على جيل اليوم أحيت، أمس، بلدية أمدوكال الذكرى الثانية لأول احتفال وطني نظمته قيادة الولاية السادسة التاريخية بعد توقيف القتال بها في 13 أفريل 1962، بحضور جمع كبير من المواطنين والمجاهدين، وذلك بالتنسيق مع رئيس جمعية الثقافة والتراث التاريخي وأمين قسمة المجاهدين بأمدوكال، وتحت رعاية وزير المجاهدين الطيب زيتوني والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، وكذا تحت إشراف والي ولاية باتنة. وفي كلمة ألقاها الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، بعد زيارة الوفد الرسمي ورفع الستار لتسمية بعض الأحياء والشوارع والمؤسسات بأسماء الشهداء، أشاد ببطولات مجاهدي وشهداء المنطقة إبان الثورة، واصفا بلدية أمدوكال بمدينة الجهاد والعلم، والتي قدمت قوافل من الشهداء، قائلا أن الاحتفال بالذكرى الثانية لقيادة الولاية السادسة التي انتصر فيها جيش التحرير على الاستعمار باسترجاع السيادة الوطنية هي مناسبة عزيزة، ويتشرف بالتواجد وسط أهلها. وأضاف عبادو أن اختيار قيادة الولاية السادسة منطقة "أمدوكال" لتنظيم هذا الاحتفال هو اختيار صائب، مشيرا إلى أن إحياء مثل هذه الأحداث التاريخية هدفه التذكير بالتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري من أجل الحرية، والوقوف على النتائج المحققة، والمحافظة على الجزائر بجعل الأجيال الصاعدة يقظة. وفي معرض مداخلته توجه سعيد عبادو برسالة إلى الأجيال الصاعدة لمحاربة الجهل والتخلف، وبناء جزائر قوية لها سمعة كبيرة بين الدول في كل الميادين، قائلا: "إذا كان جيل نوفمبر انتصر بفضل الإرادة والمجاهدين والشهداء، فنحن متأكدون بأن جيل الاستقلال لابد أن ينتصر لبناء جزائر مستقرة وآمنة، كما كان يحلم بها الشهداء". وقال أيضا أنه لا يقبل بدولة هشة تكون محل الأطماع، وحسبه أن مرحلة التحرير مربوطة بعملية البناء، وأن التحرير بدون البناء الاجتماعي والاقتصادي ليس له معنى، كما أن هناك حلقة متينة ما بين أبناء جيل نوفمبر 54 وجيل الاستقلال الذي يتمتع بالعلم والتكنولوجيا. وبالمقابل، تحدث عبادو عن مجازر الثامن ماي 1945، التي دفعت الجزائريين للتحضير للكفاح المسلح وإطلاق أول شرارة للثورة في الفاتح نوفمبر 1954، بعد اقتناعهم بأن الاستعمار البغيض لا يفهم إلا لغة السلاح، مشيرا إلى أن الجزائر تخوض معركة اجتماعية واقتصادية. وأضاف بأنه ما يزال الكثير بالنسبة لمجتمعنا، وحسبه أن الواجب يفرض على الدولة توفير كل ما يتمناه المجتمع، لكن هذا الأخير قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن يتحلى بالصبر والإرادة والعزيمة. من جهته، أفاد مسعود بن عبيد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بباتنة، أن التاريخ يعيد نفسه والآن مدينة "أمدوكال" الثائرة تحيي الذكرى اليوم وانتصار الثورة التحريرية، التي عبرت عن التحام الشعب في مواجهة الاستعمار الفرنسي، مشددا على إحياء مثل هذه الأحداث التاريخية التي صنعت بدماء الشهداء، حتى لا تنساها الأجيال الصاعدة واللاحقة. وأضاف أن طعم الحرية التي نعيشها اليوم، تحققت بتضحيات الأبطال، التي لم تأت هبة وافتكت بالسلاح، وعلى الشعب الجزائري الافتخار بما صنعه أجدادهم. ولا يحق للأجيال احتقاره، لان شمس الحرية أضاءت أمامه كل الطرق إلى العلم محذرا إياهم من المغامرين أعداء الوطن والشعب، والمتربصين بالجزائر التي تنتظر منهم استكمال مسيرة البناء والعلم والعمل والوطنية الصادقة والأخلاق الإسلامية، على حد تعبيره. وبالموازاة مع ذلك، أبرز عبد الفتاح زينات رئيس المجلس الشعبي لبلدية أمدوكال، أهمية إحياء الذكرى الثانية لأول احتفال وطني بتوقيف القتال بالولاية السادسة التاريخية، قائلا أن هذه المناسبة العظيمة التي حدثت في 13 أفريل 1962 علامة كبيرة تدل على الالتحام بين جيش التحرير الوطني والشعب الجزائري إبان الثورة، والاحتفاء بها هو عرفان بما قدمه مسؤوليها وسكانها. وأضاف رئيس المجلس الشعبي لبلدية أمدوكال، أن حضور المواطنين والمجاهدين من مختلف الولايات للاحتفال بهذه المناسبة، دليل على تمسك شباب اليوم بجيل نوفمبر، وهذا ما تحتاجه الجزائر لحل مشاكلها، آملا في أن يأخذ جيل الجديد العبرة من أجداده.