تمكن مسلحون متشددون، أمس، من فرض سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية في محافظة نينوى، شمال البلاد، حيث استولى عناصر التنظيم الإرهابي «داعش» على مقر المحافظة بعد اشتباكات ضارية مع قوات الأمن، استعملوا فيها قذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة، غير أن حكومة المالكي تراهن على مؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار لعودة الاستقرار وتدعو البرلمان لإعلان الطوارئ. فقد سيطر عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وهو تنظيم إرهابي، على معظم مناطق الموصل ومطارها المدني، فيما تتواصل الاشتباكات بينهم وبين القوات الأمنية وقوات البشمركة الكردية؛ اشتباكات لا تشير بوجود قرار بالحسم العسكري في المدينة، لاسيما في ظل وجود آلاف المحاصرين. وقد عمد مسلحو «داعش» في البداية إلى إخراج معتقليهم من سجن بادوش بالموصل وسجن التسفيرات وسجن مكافحة الإرهاب، كما تمكنت عناصر «داعش» من السيطرة على مبنى محافظة نينوى الذي يضم مقري حزبي الطالباني والبرزاني اللذين أخليا بالكامل خوفا من استهدافهما. وكان محافظ نينوى قد وجه نداء، أمس الأول الإثنين، إلى سكان المدينة لمقاتلة المتشددين الذين اقتحموا الموصل، يوم الجمعة، والدفاع عن مناطقهم ضد الغرباء. وقد اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، الهجوم الارهابي في محافظة نينوى تهديدا ليس للعراق وحده بل للمنطقة كلها. وأهاب بالعراقيين التصدي للارهابيين، مشددا على ضرورة أن يكون هناك جهد وطني ودولي للقضاء على الإرهاب. وذكر النجيفي، أنه اتصل برئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، وطلب منه دعما عسكريا ودعما للنازحين، مشيرا إلى أن الهجوم على الموصل أدى إلى كارثة وذلك بسبب تقصير القيادات العسكرية المحلية التي تركت واجبها وهربت من المعركة ونفس الشيء فعله الجنود. من جهتها تراهن الحكومة العراقية، التي يرأسها المالكي، على مؤتمر الوحدة الوطنية في الأنبار، المزمع عقده منتصف الشهر الجاري لعودة الاستقرار، حيث أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأنبار، أنه سيعقد منتصف هذا الشهر في بغداد، وهو المؤتمر الذي تراهن عليه الحكومة بعد تعهد المالكي بالصفح عن الذين انخرطوا في القتال إلى جانب بعض الجماعات المسلحة، بالمقابل طالبت حكومته من البرلمان إعلان حالة الطوارئ على خلفية سقوط محافظة نينوى بأيدي الجماعات المسلحة المتشددة.