بات الخطر المحدق بأكثر من 4 ألاف عائلة مقيمة بالبنايات الهشة والآيلة للسقوط على مستوى وهران، يشكل هاجس السلطات، على رأسهم والي الولاية والذي أكد، أمس، لإذاعة وهران، أن المعنيين سيرحلون فور استلام السكنات، وستوزع حسب الدرجة القصوى للأولويات، مع فتح أبواب الحوار. وتعهد والي وهران، عبد الغني زعلان، بإجلاء كافة العائلات، بدءا ب1100 عائلة، صنفت منازلها من طرف هيئة المراقبة التقنية للبناء ضمن الخانة الحمراء. هذا ومن المزمع أن تقضي 2200 عائلة شهر رمضان بسكناتها الجديدة، نذكر منها 100 عائلة بحاسي بن عقبة و346 عائلة ببوسفر و240 عائلة بدائرة بوتليليس، منها 40 عائلة بعين الكرمة، و83 عائلة بالجرف الأبيض، كما فتح زعلان بالمناسبة، ملف 3404 قرار استفادة مسبق سلّم لأصحابه منذ 3 سنوات، وهذا على مستوى الأحياء العريقة. وقد وعد، منذ أسبوع، بحل المشكل قبل نهاية السنة، وستشمل العملية الأولى، بحسب ما ورد عنه، 1087 عائلة تقطن بكل من الحمري، الدرب، مديوني وحي النخيل وسيدي الهواري، بما يعادل الثلث سوف يرحلون قبل نهاية أوت، فيما سيشمل الفوج الثاني 616 عائلة ترحل خلال شهر أكتوبر من هذه السنة، على أن ترحل 1701 عائلة أخرى قبل نهاية السنة الجارية إلى سكنات آمنة تتوافر على شروط العيش الكريمة، بمجموع 10 آلاف سكن. كما تم الشروع في إنجاز 10 آلاف سكن ضمن برنامج البيع بالإيجار و18 ألف وحدة سكنية بصيغة الترقوي العمومي وأكثر من 6000 وحدة بصيغة الترقوي المدعم، كما تم الانطلاق في برنامج واسع بصيغة السكن الاجتماعي الإيجاري العمومي، بما يفوق 81 ألف وحدة سكنية تابعة لبرنامج 2013 والسنوات التي تسبقها، ستكون محل معاينة قريبا من قبل وزير السكن والعمران والمدينة. ووصف زعلان، وسائل الإنجاز على مستوى وهران «بالمتوفرة»، وأشار إلى حركية دفعتها الإرادة والمراقبة والمتابعة، في إشارة منه إلى مؤسسات صينية، هندية، تركية، إسبانية وغيرها من الشركات المكلفة بالإنجاز، واعترف بجملة من النقائص تعانيها بعض مؤسسات الإنجاز، وعقب قائلا إنه تم تنصيب خلايا عبر مختلف الورشات، تشمل مصالح «الأوبيحي» و»سونلغاز» وغيرها، وأضاف قائلا: إن هدم السكنات الهشة والقضاء على البيوت القصديرية، سيسمح بتحرير أوعية عقارية جديدة، وعلى العموم قرار مصير هذه الأوعية العقارية لم يتخذ بصفة نهائية، غير أنه من الممكن أن توجه هذه الأراضي، خاصة ذات المساحة الكبيرة لمشاريع ذات منفعة عامة. ويتواصل بوهران ترميم البنايات القديمة بعديد الأحياء، على غرار شارع معسكر وخميستي وحي العربي بن مهيدي والصومام، ونهج معطى الحبيب، وتندرج ضمن برنامج ترميم 600 بناية تحصي أكثر من 4113 سكن. وفي هذا السياق، كشف والي وهران، أن أشغال ترميم 100 عمارة المبرمجة متواصلة، مؤكدا أن العملية ستعرف بعد 3 أشهر حركية جديدة بوسط وهران على غرار ساحة أول نوفمبر، المسرح الجهوي، دار البلدية، مقر الغرفة التجارية، مقر المجاهدين وغيرها من المواقع، بعد المصادقة على الصفقات قبل 3 أشهر. ونشير إلى أن الترميم الذي استفادت منه عديد البنايات الهشة، جعلتها تظهر بحلة جديدة تتوافق مع برنامج تحديث وعصرنة المدينة. في نفس السياق، قال المسؤول التنفيذي الأول لولاية وهران، إن اقتراح مدينة جديدة بالجنوب الغربي لوهران على مستوى عين البيضاء، سيمكن من «خلق توازن في هيكلة المدينة ويضع حدا لانتشار البنايات الفوضوية والعشوائية بالجهة العربية»، مؤكدا أن ملف السكن وتنويع الخيارات وإيلاء الاستدامة والجودة التقنية والمعمارية والمشهدية والاندماج الحضري، تأتي ضمن صدارة عمل الحكومة، كون التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها عاصمة الغرب الجزائري تستلزم إرادة قوية، تكشف عنها الورشات المفتوحة بعاصمة الغرب الجزائري.