جهود الجزائر مستمرة لتعزيز الاستقرار بالساحل اعتبر رئيس المجلس الوطني الشعبي محمد العربي ولد خليفة، الاجتماع الثاني للجنة البرلمانية الكبرى الجزائرية الفرنسية فرصة لتعميق وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشار ولد خليفة في كلمة ألقاها بالمناسبة، إلى أن الإجتماع هذا سبقته عدة زيارات قام بها رئيسا البلدين ومسؤولين كبار في وقت سابق، توجت بإعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون، وكذا التوقيع على بروتوكول إطار الشراكة - 2013 - 2017 المتبوعة بِعِدة زيارات وزارية مشتركة خلال السنوات الأخيرة تٌمثل كلها دافعا قويا لترقية العلاقات الجزائرية الفْرنسية، وهو ما يؤكد حسبه - على وجود حوار هادئ ومسؤول بين بلدينا وهيئتينا يهدف إلى بعث ديناميكية جديدة لعلاقاتنا وإعطاء محتوى ملموس للتعاون. وأضاف ولد خليفة، أن النقاشات و المبادلات والحوارات في إطار هذه اللجنة البرلمانية الكبرى ستشكل دون شك إسهاما ثمينا للوصول للهدف المشترك ألا وهو تعميق هذه الشراكة وتعزيزها في اتجاه الازدهار المتضامن لشعبينا، مؤكدا أن الطرفان أبديا عزمهما على تطوير شراكة مثالية مؤسسة على المساواة والاحترام المتبادل وتوازن المصالح والتضامن وذلكم هو جوهر إعلان الجزائر . وذكر ولد خليفة أن الأوضاع التي نشهدها اليوم على مستوى العديد من البلدان وعلى المستوى القاري، لهو دليل على حجم التحديات التي تستوقفنا كممثلين منتخبين لإيجاد حلول مناسبة لهذه التحديات عبر سياسات قائمة على الحوار والتعاون والتشاور، مضيفا أنه من المفيد أن نشترك معا في تفكير عميق وواسع بخصوص الموضوعين اللذين تم اختيارهما لأشغال هذه اللجنة وهما: «التعاون في مجال التكوين والبحث العلمي» و»مكافحة البطالة التي تمس الشباب». من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، قال ذات المسؤول أن على الجزائر رفع تحديات كبيرة لا سيما في مجالات التصنيع والصحة والتربية والتكوين والشغل، قبل أن يضيف أنها تعمل على وضع أسس تنمية مدعمة تحدد بطريقة ناجعة دور كل من القطاعين العام والخاص بطريقة متوازنة تجمع بين المنطق الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ومن ثمة تطوير اقتصاد متقدم من شأنه ضمان تنمية مستدامة قائمة على التحسين النوعي لحياة المواطنين. وفي هذا الصدد، أكد ولد خليفة أن مجهود التنمية ستواصل ضمن إطار البرنامج الخماسي 2014 - 2019 يحدوه هدف تعزيز دور الجزائر كشريك سياسي واقتصادي موثوق به في مجمل الفضاء الأورو متوسطي. وقال ولد خليفة أن الجزائر تعد اليوم من بين البلدان القلائل ضمن فضائها الجيوسياسي التي تنعم باستقرار جذاب بتوفرها على عدة مزايا وأفضل مؤشرات الاقتصاد الكلي مما يُبَوِئُها مكانة تجعل منها قبلة للاستثمار، مشيرا إلى أن فرنسا تبقى شريكاَ اقتصادياَ هاماَ بالنسبة لبلادنا التواق إلى المهارة وإلى توطين التكنولوجيا كما أن قرب المسافة بيننا وكثافة الروابط التي تجمعنا تستدعي التزاما أكبر من أجل استثمار أوسع لكل من القطاعين الخاص والعام بالجزائر. ودعا ولد خليفة في سياق حديثه عن الوضع الأمني إلى تضامن دولي واسع لاقتلاع حذور الإرهاب، ووضع آلية قانونية دولية رادعة تجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. أما بخصوص القضايا الدولية، فأكد أن الجزائر تبقى وفية لالتزامها الثابت حول كل القضايا العادلة في العالم وتؤكد التزامها بالمبادئ المكرسة ضمن ميثاق الأممالمتحدة لا سيما احترام السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وكذا حق الشعوب في تقرير المصير و ضمن مبادئها الثابتة القائمة أيضا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.