تأهل مستحق إلى الدور الثاني في مشاركة مميزة صور تاريخية صنعها الفريق الوطني على أرضية ملعب كوريتيبا، حيث دخل التاريخ من الباب الواسع بعد تأهله، لأول مرة، إلى الدور الثاني من كأس العالم، في مشاركته الرابعة في دورة البرازيل.. أثبت "الخضر" أنهم ضمن "كبار" العالم في كرة القدم بعد التعادل الذي كان كافيا أمام الفريق الروسي في الجولة الثالثة من الدور الأول.. احتفل اللاعبون مع الجمهور طويلا فوق أرضية الميدان في صورة تبقى تاريخية لملايين الجزائريين الذين كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ 32 سنة.. منذ أول مشاركة للفريق الوطني في مونديال إسبانيا الذي عرف إقصاء زملاء عصاد رغم فوزين.. وهذه المرة كذلك ستكون ألمانيا في طريق الفريق الوطني.. لكن في الدور ثمن النهائي.. أين يكون التحدي الكبير بمحاولة الإطاحة بأشبال المدرب لوف.. خاصة وأن العزيمة كبيرة لدى الفريق الوطني لتحقيق إنجاز غير مسبوق في المونديال الحالي، الإثنين القادم، بمدينة بورتو أليغري، التي شهدت التألق الأول للفريق الجزائري في هذا المونديال أمام كوريا الجنوبية. فقد لعب الفريق الوطني مباراة بطولية أخرى على ملعب كوريتيبا، ولم يستسلم للأمر، رغم أنه أنهى الشوط الأول متأخرا على منافسه.. إلا أنه بفضل الذكاء والفرديات، استطاع زملاء فغولي من تدارك الموقف وإسعاد كل الجزائريين بإنجاز كبير وحضور مميّز في الدور الثاني للمونديال. لا نغيّر التشكيلة التي تفوز... ويمكن القول أن هاليلوزيتش قرر اعتماد نفس الخطة التي لعب بها في المباراة الماضية وبنفس التشكيلة، ما عدا إدخال بلكالام مكان بوقرة.. ومن جهة أخرى اختار كابيلو ومنذ الدقائق الأولى لعب ورقة الهجوم بالضغط على حامل الكرة، مما أثر على لعب المنتخب الوطني الذي رغم محاولات فغولي على اليمين وجابو على اليسار، إلا أن التنسيق لم يكن في الموعد.. والسيناريو غير المتوقع حدث، فبعد 6 دقائق من اللعب وبعد هجوم معاكس من اليمين للفريق الروسي، قاده كومباروف، تمكن "كوكورين" من فتح باب التسجيل برأسية محكمة وسط دفاع الخضر الذي لم يكن في مكانه، خاصة بعد شغور الرواق الأيمن بخروج فغولي للعلاج عقب تعرضه لإصابة في الرأس.. وكذا وجود حليش وبلكالام بعيدين عن بعضهما. وبدأ الجمهور يدفع لاعبي الفريق الوطني إلى الأمام وتحركت الآلة الجزائرية بشكل أحسن حول براهيمي الذي قاد هجومين متتاليين، وكاد على إثر واحد أن يجد الشباك لولا خروج الحارس أكينفاف في الدقيقة 15. ولم يعرف اللعب الجزائري تنسيقا محكما بسبب التمريرات غير الموفقة في وسط الميدان، بالرغم من أن براهيمي حاول تقديم كرات ذكية لجابو وفغولي.. في حين أن المنتخب الروسي اعتمد على الهجومات المعاكسة بفضل اللاعب شاتوف.. وكانت من جهة أخرى أخطر فرصة للفريق الوطني في الدقيقة 28 برأسية سليماني التي كادت أن تخادع الحارس الروسي الذي تصدى لها بأعجوبة. تلتها أخرى في الدقيقة 34 في هجوم جماعي من فغولي وماندي انتهت الكرة عند براهيمي الذي حاول القذف من خارج منطقة العمليات لكن قذفته لم تكن قوية وإلا لكانت بمثابة التعادل. في الدقيقة 42 ومن ركنية منفذة بإحكام كاد سليماني برأسية أن يباغت الحارس أكينفاف الذي مرة أخرى كان في المكان المناسب. الفريق الوطني يعود بقوة وسليماني.. كالعادة مباشرة بعد انطلاق الشوط الثاني، تصدى مبولحي لكرة ساميدوف بأعجوبة، مبقيا حظوظ الجزائر في إمكانية العودة في النتيجة.. وتوالت الهجومات الجزائرية عن طريق جابو خاصة، الذي أقلق الدفاع الروسي وتحصل على مخالفة في الدقيقة 60، نفذها براهيمي نحو سليماني الذي ارتقى فوق الرؤوس موقعا هدف التعادل للمنتخب الجزائري وسط فرحة عارمة في المدرجات.. إنها ثمار العزيمة الكبيرة التي لعب بها الفريق الوطني منذ بداية المرحلة الثانية.. فالتمركز الجيد لسليماني جعله يتفوق على المدافعين الروس ويبرهن على إمكاناته الكبيرة.. وقد اختير أحسن لاعب في المباراة. وللحفاظ على النتيجة، قرر هاليلوزيتش إدخال يبدة مكان براهيمي الذي تعب من الحملات العديدة التي قادها في وسط الميدان .. وسيّر الفريق الوطني الأمور إلى غاية صافرة الحكم ودخول الجزائر تاريخ المونديال.