شاءت إرادة الله أن تتبدل مواقيت السنة حسب الموقع على سطح هذه المعمورة وحسب حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس وهذا انعكس على الأوقات وتعاقب الليل والنهار وبما أننا في شهر الصوم رمضان الفضيل فإن قدومه في مختلف أنحاء المعمورة يختلف في الوقت ويختلف معه كل شيء ولكل شعب عاداته وتقاليده في هذا الشهر الكريم ولكن يطبق هذه العادات وهذه التقاليد حسب الوقت الذي أتى فيه الشهر وتشير دراسات نشرت مؤخراً إلى أنه من المتوقع أن يكون صيام رمضان هذا العام مرهقا جدا لمسلمي الدانمارك بواقع 21 ساعة في اليوم، ومسلمي روسيا أيضا حيث يصومون أطول ساعات صيام في العالم. ففي حين سيصوم مسلمو الأرجنتين وتشيلي 9 ساعات و30 دقيقة، وهي الأقصر عالميا بسبب وقوعها في النقطة الجنوبية من قارة أمريكا الجنوبية ، في شمال روسيا هناك مدينة "مورمانسك" ،أين رمضان هذا العام يتزامن مع "الليالي البيضاء" التي يستمر فيها النهار ل 24 ساعة بالتمام والكمال دون حلول الظلام لدقيقة واحدة. الأمر الذي سيضطر المسلمين هناك إلى السحور والشمس ساطعة وسط السماء، ونفس الأمر في وقت الإفطار، لذا فستصل ساعات الصيام إلى 20 ساعة كاملة، كما حدده علماء الدين المسلمون مراعاة لهذه الظاهرة الطبيعية في هذه المدينة الواقعة خارج الدائرة القطبية. وفي الحديث عن عادات الشعوب في الصيام فإن في روسيا التي تشهد أطول ساعات صوم هذا العام عادات وتقاليد كثيرة تمارسها الأسر المسلمة حيث تقام الموائد الجماعية التي تنظمها الهيئة الاجتماعية التابعة لمجلس المفتين في روسيا. وعلى مستوى الأسرة الروسية المسلمة فإنها تمارس طقوسها خلال أيام الشهر حيث تنشغل الزوجة وبناتها في إعداد طبق "بيراميتش" المعروف، في حين ينشغل الأب والأبناء الذكور في قراءة القرآن، وتعلم بعض الأحكام الفقهية، وتعتبر الأسرة الروسية المسلمة أن رمضان له جو خاص ومختلف عن بقية أيام السنة. والأطفال في روسيا كما بقية أطفال المسلمين يحبون الصيام وتقليد الكبار في هذه الطاعة فيقوم الأهل بتعويدهم على هذه العبادة من خلال تقسيم أيام الصوم لهم حسب عدد الساعات أو حتى أذان الظهر وهكذا حتى تتعود أجسادهم الغضة على هذه العبادة . أما مساجد موسكو فتكتظ بالمصلين خلال أوقات الصلاة وهذا يدل على حضور وتواجد كبير للمسلمين في روسيا ويواظب المسلمين هناك على الصلاة في أوقاتها خلال أيام الشهر وخاصة صلاة التراويح .