انعقدت، أمس، بالجزائر العاصمة، الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية الجزائرية - المالية حول شمال مالي، برئاسة وزير الخارجية رمطان لعمامرة ونظيره عبد اللاي ديوب. وأبدى الطرفان ارتياحها للتقدم المسجل ميدانيا في سبيل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة المالية عبر قنوات الحوار. أكد رمطان لعمامرة، أن دولة مالي تقف على عتبة الخروج من نفق الأزمة التي عصفت بها منذ عامين. واعتبر لدى افتتاحه أشغال اجتماع للجنة الثنائية الاستراتيجية حول شمال مالي، بجنان الميثاق بالجزائر العاصمة، أن الدورة الخامسة تختلف عن سابقاتها الأربع الماضية كونها تمثل نقطة نهاية وبداية في ذات الوقت. ويأتي اجتماع اللجنة التي تم تشكيلها باتفاق بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره أبوبكر كيتا، أثناء زيارة هذا الأخير للجزائر في جانفي الماضي، بحسب وزير الشؤون الخارجية، على ضوء النتائج الجد إيجابية المجسدة على الأرض بفضل جهود البلدين، كتوفير مناخ الثقة والظروف الملائمة لجمع طرفي النزاع من الحكومة المركزية والحركات المسلحة بشمال مالي على طاولة الحوار والتفاوض. وقال لعمامرة: "لقد عملنا معا وبجهد ونقف اليوم على باب النفق وسيضاء قريبا درب مالي وسيكون لها مستقبل هادئ ومزدهر"، مشيرا إلى التفاف الجميع للحفاظ على الوحدة الترابية والوطنية للدولة وسيادتها وطابعها الجمهوري وفقا للمبادئ التي يحفظها دستورها. وأفاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن مالي نجحت في تخطي العديد من الصعاب، بدءاً باستعادة شرعية الحكم بعد الانقلاب الحاصل سنة 2012، لافتا إلى أن "الرئيس أبوبكر كيتا يحظي بثقة الشعب المالي والمجموعة الدولية التي وقفت إلى جانب البلاد، من خلال عمليات حفظ السلام والاستقرار في إقليم الشمال وتؤكد في كل مناسبة إرادتها في المساعدة لتسيير الأزمة". وذكر المتحدث، أن ما بذله الطرفان الجزائريوالمالي من جهود منذ مطلع السنة، كان وراء التقدم المسجل بخصوص تقريب المواقف ومباشرة المفاوضات، مضيفا أنها ستعطي ثمارها على الأرض في ظل العزيمة الموجودة والدعم الإقليمي والقاري والدولي لمسار الحوار. واعتبر أن الدورة الخامسة تنعقد في ظل افتتاح فصل جديد في تاريخ مالي والساحل وإفريقيا والمجتمع الدولي، موضحا أن ما يجمع بلدينا من روابط أدى إلى توحيد الجهود. من جانبه أكد وزير خارجية مالي عبد اللاي ديوب، أن رئيس بلاده أبوبكر كيتا يضع الثقة التامة في الجزائر للمساعدة على تخطي المحنة الأمنية والسياسية. ولفت أيضا إلى دعم ومساندة دول مجموعة غرب إفريقيا للوساطة الجزائرية، التي نجحت - على حد قوله - في تهيئة الظروف الملائمة لإطلاق الحوار، وعبر عن أمله في التوصل لاتفاق نهائي للنزاع، معولا عن دعم المجموعة الدولية. وقال إن الحكومة المالية جاءت للجزائر حاملة إرادة قوية للدخول في حوار بناء يفضي إلى طي الصفحة وإيجاد الصيغة المثلى للتعايش السلمي وتقاسم مشروع مشترك، ورأى في ما سينتهي إليه الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية المشتركة، دعما لخارطة طريق المفاوضات التي ستنطلق اليوم. وجدد في تصريح هامشي للصحافة، أن للحكومة المركزية نية خالصة ورغبة في التوصل إلى اتفاق نهائي مع حركات الشمال، وتفاؤل بتحقيق الهدف المسطر. وكان ديوب مرفوقا بوفد وزاري هام ومستشارين.