عيسى: القرآن حافظ على هوية الجزائر عبر تاريخها الطويل انطلقت سهرة أول أمس، بدار الإمام المحمدية بالعاصمة، فعاليات جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده في دورتها الحادية عشر، التي يرعاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. يشارك فيها حفظة قرآن يمثلون 51 دولة، بالإضافة إلى مشاركين في المسابقة الوطنية التشجيعية لصغار حفظة القرآن الكريم. حضر فعاليات الانطلاقة الرسمية للجائزة، وزير الدولة مستشار لدى رئاسة الجمهورية عبد العزيز بلخادم، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، ووزير التجارة عمارة بن يونس، ووزير الفلاحة عبد الوهاب نوري، ووزير التكوين والتعليم المهنيين نور الدين بدوي، ووزير الأشغال العمومية عبد القادر قاضي، ووزير المجاهدين الطيب زيتوني، ووزير الرياضة محمد تهمي، ووزيرة التضامن والأسرة مونية مسلم، إلى جانب الوزيرة المنتدبة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية المكلفة بالصناعة التقليدية عائشة طاغابو، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، وممثلي السلك الدبلوماسي للدول المشاركة ومشايخ وعلماء جزائريون وأجانب. انطلاقة الفعاليات كانت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تبعتها كلمة لرئيس لجنة التحكيم، الشيخ أيمن رشدي سويد، وأعقبها عرض شريط وثائقي يبرز المراحل التي قطعتها الجائزة منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، ثم كلمة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي أعلن فيها عن الانطلاق الرسمي للجائزة. أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف ، محمد عيسى، في كلمته أن العشر الأواخر من رمضان، أصبحت لها نكهة خاصة منذ أن قرر رئيس الجمهورية السيد بوتفليقة تأسيس جائزة الجزائر لحفظ القرآن، مشيرا إلى أن هذه السُنة الحميدة أرادها رئيس الجمهورية في دورتها الأولى أن تكون مغاربية سنة 2003، ثم وسعها لتكون عربية، إلى أن تحولت اليوم بفضل فخامته إلى جائزة دولية يتنافس فيها حفظة القرآن من مختلف الدول. وأضاف الوزير أن الجائزة هذا العام تتشرف في طبعتها الحادية عشرة باستضافة مشاركين من 51 دولة يمثلون دول رابطة العالم الإسلامي، إلى جانب ممثلي الجالية المسلمة بروسيا والسويد وكندا، يلتقون على أرض الجزائر من أجل التسابق الشريف، ويقاسمون إخوانهم الجزائريين الذين وصلوا إلى هذه المرحلة النهائية بعد أن تجاوزوا التصفيات بنجاح، انطلقت من المسجد ثم على مستوى البلديات والدوائر فالولايات إلى أن بلغوا هذه المحطة النهائية، يتنافسون خلالها مع أشقائهم من مختلف الدول الإسلامية على مدار أسبوع كامل. وغاص الوزير في تاريخ علاقة الجزائر بالإسلام والقرآن، مذكرا الحضور بفضل الأجداد الذين حافظوا على الهوية الإسلامية للوطن منذ حقب زمنية طويلة كأبي القاسم البوجريدي، الذي كان يرأس جامعة الإقراء في بلاد جرجرة وغيرهم من المشايخ والعلماء، الذين ربطوا الجزائر بماضيها العريق وقرآنها الكريم الذي لم ينفك يتلوه أبناؤها، وقال الوزير "الاستعمار الفرنسي البغيض أراد في هذه الأرض الطيبة أن يبيد أهلها ويبدلهم عن دينهم الإسلام ويغير ألسنتهم، لكن الذي حفظ هويتها إنما هو القرآن الذي كانت تهتز له زوايانا ومدارسنا القرآنية في الشمال والجنوب، كيف لا والقرآن في الجزائر يروى عن جبريل عليه السلام برب العزة والسنة المتواترة التي أسس لها أبو الدرداء رضي الله عنه". وأبرز الوزير دور العلماء في تربية الأجيال على الطريقة الصحيحة، يربطون حاضرهم بماضيهم دون تحريف أو تشويه على أسس المرجعية الأصيلة، فيعلم الأبناء والبنات بأنهم ينتمون إلى جيل أغر لينهلوا من تفاسيرهم للقرآن ويحافظوا على مرجعيتهم الفقهية التي يستمدونها من مذهب الإمام مالك، وقال الوزير "هذه الأرض هي أرض الإسلام، والإسلام يخدم الوطن، وخدمة الوطن واجبنا، نستمده من أجدادنا وجهد علمائنا. والشيخ عبد الحميد أسس لهذه المرجعية عندما قال "لمن أعيش أنا أعيش للإسلام"، مضيفا "اليوم هناك جهد كبير من طرف مشايخ ليكملوا عمل العلماء السابقين في تفسير القرآن". وأشار الوزير إلى أن انطلاق الجائزة يتزامن مع الجرح العميق الذين يعيشونه الفلسطينيون، جراء الهجوم الشرس للإسرائيليين "وهي ظروف قاهرة تدعونا إلى الدعاء لهم حتى يخرجوا من هذا المحنة، على أمل أن تتوحد الأمتين العربية والإسلامية". من جهة أخرى، وجه رئيس لجنة التحكيم، الشيخ أيمن رشدي سويد، شكره لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على رعايته الكريمة للجائزة، التي تؤكد حسبه مدى حرص الرئيس على تكوين وتكريم أهل القرآن داخل وخارج الجزائر. وقد تخلل فعاليات الافتتاح تقديم أناشيد دينية وقصيدة شعرية كما تمت قراءة القرآن بطريقة جماعية. يذكر أن فعاليات الجائزة ستستمر إلى 24 جويلية القادم، وسيتم توزيع جوائزها على الفائزين بمناسبة الاحتفال بليلة القدر بالمسجد الكبير بالعاصمة.