28 ألف زائر يوميا للاستمتاع بأجواء الراحة والترفيه أنشطة متعددة وألعاب للأطفال وفضاءات لممارسة الهوايات هي قرية ليست ككل القرى، يقصدها الأطفال والشباب والعائلات منذ افتتاحها بحثا عن الراحة والترفيه، تمنح زائريها تأشيرة الإبحار في عالم تكنولوجيا الألعاب الالكترونية وممارسة المغامرات المسلية، ويكتشفون معارف ومهارات فكرية، ويطلعون على أجمل الحِرَف والإبداعات والرسومات، يفجر فيها الشباب الموهوب طاقاته التعبيرية والتفكيرية، يجد فيها محبو الرياضة متعة في التزحلق والتسلق، فضاءاتها تمزج بين الحداثة والروعة بديكور جذاب، وتقترح خدمات ونشاطات ذات طابع فني وعلمي. هي الأولى من نوعها في الجزائر، حَلِمَ بها الأطفال وتمناها الشباب فجسدتها لهم وزارة الشباب التي عاهدت فأوفت، كل التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي أجرته "الشعب" بعين المكان. قرية التسلية بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، فتحت أبوابها للجمهور يوم 15 جويلية الماضي، وستبقى مفتوحة إلى غاية 30 أوت القادم. عرفت منذ اليوم الأول إقبالا كبيرا للجمهور خاصة الأطفال والشباب الذين يرغبون في قضاء أوقات مرحة وممتعة بعد الإفطار جاؤوا من مختلف ولايات الوطن. وصفها وزير الشباب، عبد القادر خمري، أثناء تدشينها بأنها الفضاء المفضل للراحة والتسلية، تسمح للجمهور العريض بممارسة الأنشطة الترفيهية وتوفير فرص للشباب والعائلات للاستمتاع بلحظات حميمية واكتشاف ألعاب جديدة، مهيكلة بشكل يجعلها تستجيب لاحتياجات الجمهور العاصمي وغير العاصمي. خصص لها غلاف مالي بقيمة 20 مليار سنتيم، وتتراوح طاقة استيعابها بين 4000 و6000 شخص يوميا، وتقدم خدماتها ونشاطاتها بشكل مجاني، تشرف على تنظيمها وزارة الشباب بالتعاون مع وزارة الثقافة والغرفة الوطنية للتجارة والدرك والأمن الوطنيين والحماية المدنية ورابطات الشباب لولاية الجزائر ووكالات تنظيم المعارض والفعاليات. الراغبون في زيارة القرية لن يجدوا مشكلة في التنقل، بما أن الترامواي يشتغل يوميا إلى وقت متأخر من الليل، يوفر كل الراحة للمسافرين، ويمر كل 15 دقيقة بالقرب من قصر المعارض الذي يحتضن القرية، بالإضافة إلى هذا العامل المساعد على زيارة القرية هناك عامل أخر يجعل قاصديها في مأمن عن سياراتهم، فقد خصص المشرفون عليها مكانا خاصا بركن السيارات. ويبقى ربما الإشكال الوحيد يتمثل في الازدحام المروري الذي تشهده أحيانا الطرق المؤدية إلى قصر المعارض من العاشرة ليلا إلى منتصف الليل. فضاءات للمغامرة والتثقيف العلمي والفكري تنقلت "الشعب" إلى القرية حوالي العاشرة ليلا في سهرة رمضانية والفضول يراودنا للتعرف عليها واكتشاف ما تقترحه من خدمات ونشاطات ومدى الإقبال عليها، وبمجرد ولوجنا قصر المعارض صادفنا العدد الهائل من السيارات المركونة بالقرب من القرية، ولن تفاجئ عندما تشاهد الجموع الكبيرة من الأطفال والشباب وحتى العائلات التي تتوجه نحو فضاءاتها المختلفة بكل هدوء، تقرأ في عيون الأطفال اللهفة نحو اللعب. اقتربنا من بعض الشباب لنسألهم عن سبب تفضيلهم المجئ إلى القرية، فكان الإجماع على أن الخدمات التي تقترحها لا توجد في أماكن أخرى، وقال أحدهم أنه رغم بعد القرية عن مكان إقامته إلا أنه يفضل المجئ إليها لما تتوفر عليه من ألعاب عصرية ممتعة تنسيه عناء اليوم وضجيج الحي، وهو نفس الانطباع الذي وجدناه عند بعض الأولياء الذين اصطحبوا أبناءهم للقرية، عبروا عن سعادتهم بالتواجد بالقرية وثمنوا هذه المبادرة خاصة وأنها تتزامن مع شهر رمضان. قسمت قرية التسلية إلى 10 فضاءات مختلفة، وزعت على الأجنحة المتواجدة في الجهة السفلى من قصر المعارض، اختير لها اسم "حومات" (أحياء)، تقترح كل واحدة منها برنامج راحة وتسلية خاص، بالإضافة إلى مسبح وأرضية تزحلق وفضاء لعلم الفلك، وتوجد فضاءات أخرى في الهواء الطلق تضم مضامير للدراجات وسباق السيارات وصعود الجبال، إلى جانب هذا خصصت فضاءات لعرض الأفلام والطبخ وللمقاولين الشباب ووكالتي دعم وتشغيل الشباب وتسيير القرض المصغر، وأيضا للحرفيين الذين استفادوا من مختلف القروض لإنشاء مؤسسات، يؤطر كل تلك الفضاءات حوالي 1.250 مؤطر. حومات القرية عددها 7 هي: الحومة الرياضية، الحومة الفنية، حومة الفنون الغنائية، الحومة العلمية، حومة الترفيه، الحومة التفاعلية، حومة الألعاب. لاحظنا أن الزائرين يتنقلون من "حومة" إلى أخرى لاكتشاف ما تقدمه من خدمات قبل اختيار الفضاء المفضل لهم، ساعدهم في ذلك قربها من بعضها البعض، لكن العدد الهائل من الزائرين خلق نوعا من الازدحام في الخطوط المؤدية لكل حومة مما استدعى في بعض الأحيان تدخل المنظمين لتوجيههم. وقد عبر لنا أحد الزائرين أن القرية جد رائعة، لكن حبذا لو كانت أوسع حتى تستجيب للعدد الكبير من الجمهور القادم من مختلف بلديات العاصمة وولايات الوطن. الحومة الرياضية دخلنا الحومة الرياضية التي توجد في الجهة اليمنى للقرية، وتضم مضمارا للدراجات الهوائية الجبلية ومضمار التزلج بالرولر، موتوكروس، البولينج للأطفال، التسلق، لوحة التزلج (سكاتبورد)، الترامبولين، الكارتينغ، حلبة التزلج، كرة القدم (ستة لاعبين)، بابي فوت، سباق الدراجات. وتشهد هذه الحومة إقبالا كبيرا من الشباب الذي يهوى لعب تبدو لأول وهلة أنها جديدة وصعبة، لكن لما تشاهد شباب أمامك يتقنها بشكل مذهل تتأكد بأنها ليست غريبة على الكثير منهم، مشكلتهم أن مضاميرها قليلة ببلادنا لكن القرية وفرت هذه المضامير وتم تخصيص مثلا لرياضة موتوكروس مساحة في الهواء الطلق، وتم جلب أتربة تستجيب للمعايير المعمول بها عالميا، واصطف الأطفال والعائلات على جنبات المضمار لمشاهدة لحظات من المتعة التي تضمنها حركات اللاعبين سواء كانوا هواة أو محترفين، وبإمكان أي زائر أن يستعمل دراجات هذا النوع من الرياضة.وغير بعيد عن هذا المضمار يوجد مضمار الكارتينغ، الذي يقبل عليه الأطفال، بجانبه مضمار التزلج بالرولر، مفتوح لهواة هذا النوع من الرياضة يمارسونها على وقع الموسيقى الخفيفة. وللتسلق جمهوره الخاص بحيث تم توفير بنايات مطاطية للأطفال، يتسلقونها إلى نهاية الخط مع تفادي السقوط، ورغم عدم خطورتها تم اتخاذ كل الاحتياطات لمساعدة الأطفال، يرافقونهم المنظمون الذين يحاولون في كل مرة توجيه الأطفال ومساعدتهم على التسلق، وبجانب هذه البنايات المطاطية توجد لعب الاصطدام والمواجهة تتطلب من هواتها ارتداء لباس خاص لتفادي الإصابة. البعض من زائري هذه الحومة يكتشفون هذه الرياضات لأول مرة، وهو ما كشفته لنا سيدة قادمة من بومرداس كانت رفقة ثلاثة من أبنائها، أخبرتنا أنها لأول مرة تشاهد رياضات من هذا النوع أمامها كالدراجات الهوائية الجبلية وموتوكروس، وهذا شيء رائع، حسبها. حومات الفن والغناء والعلوم تركنا الحومة الرياضية واتجهنا إلى الحومة الفنية التي بها أجنحة للفنون التشكيلية، ورشة الرسم الزيتي المائي والرسم الفني، ورشة صناع الأقنعة (المنظمة في الكرنفال الصغير)، ورشات الحرف والسيراميك والفخار. هذه الحومة بها شباب مبدع يقدم ويعرض حرفه وأعماله أمام الزائرين، الذين بإمكانهم مشاركة العارضين في إبداعاتهم، وتم تخصيص هذه الحومة لتشجيع الشباب المبدع خاصة الذين استفادوا من صيغ دعم تشغيل الشباب. ولأن الترفيه والتسلية لا يكتمل إلا بلحظات من الموسيقى والغناء، فكر المنظمون في تخصيص حومة يجد فيها الزائر متعة الموسيقى واللحن، أطلق عليها الحومة الغنائية، تنشط فيها فرق الفنون الشعبية والجوق ودورات في رقصة الهيب هوب وعروض فكاهية وبهلوانية في الهواء الطلق، وتستقطب هذه الحومة العائلات الذين يجدون فيها كل الراحة. أما الباحث عن المعلومة الفكرية والعلمية فهناك الحومة العلمية، بها ألعاب تثقيفية وفكرية ومسابقات في علم الفلك والعلوم لاختبار قدرات وذاكرة الأطفال خاصة في ميادين العلم والفلك والبيئة. حومات الترفيه والتفاعل والألعاب ولمزيد من الترفيه والتسلية، تمنح حومة الترفيه كل ما يرغب فيه الزائر حيث تضم هذه الحومة 8 مسابح للأطفال بين 7 و12 سنة ومسبحين للذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات وبكل واحد منها مؤطر محترف، كما تضم رولر مسار عقبات، ألعاب الرماية، ميني جولف، قرص الغولف، الطائرات الورقية، الكرة الحديدية، العوارض الرياضية، كرة السلة، سباق الكيس مضمار الكواد. وللألعاب التفاعلية مكانة في قرية التسلية وبالضبط في الحومة التفاعلية، التي خصص لها ألعاب صالون، ألعاب فيديو للأطفال، شطرنج، الدومينو، الألعاب الالكترونية، سكرابل. يشرف عليها منظمون خواص، وأخبرنا عبد الكريم أحد المنظمين بأن التعامل مع الزائرين يتم بطريقة مهذبة لوضعهم في راحة تامة، "بحيث نحاول تلبية طلباتهم وتوجيههم على اعتبار أن هذه الألعاب يقبل عليها يوميا عدد كبير من الأطفال، الذين يعشقون ألعاب الفيديو" قال عبد الكريم. ألعاب أخرى يجدها الزائرون في حومة الألعاب، تضم حلبات زالقة، ألعاب تقليدية، مهرجين، ألعاب سحرية، مسابقة إذاعية للغناء. وستنظم بالقرية طمبولا كبرى خاصة بشهر رمضان بمناسبة ليلة القدر. وبالإضافة إلى كل هذه الحومات، خصص فضاء للإعلاميين والضيوف وخيمات لتناول مختلف الحلويات والمشروبات، وتتوفر القرية على أماكن مخصصة للأكل. حلم تحول إلى حقيقة ولم تختلف أراء الزوار الذين تحدثنا معهم عن قرية التسلية التي اعتبروها هدية لهم في شهر رمضان وفصل الصيف من طرف وزارة الشباب، والكل اتفق على أن كل الوسائل والإمكانيات متوفرة داخل القرية ولا توجد أي نقائص تذكر، فهي تستجيب لحاجيات الترفيه، والأهم في كل هذا أنها مجانية. وقد اقتربنا من بعض العائلات لمعرفة ما هي النشاطات التي يقبلون عليها، إذ اخبرنا أحمد، أن أولاده وبناته نال إعجابهم أكثر العروض البهلوانية والسحرية التي كانت في المستوى، حسبه، إلى جانب الألعاب التثقيفية التي تساعدهم على الاستفادة وتقوية ذاكرتهم، وذكر لنا أيضا أنه استحسن تخصيص جناح لعلم الفلك والبيئة وهي نشطات بالإضافة إلى أنها ألعاب فهي تحسس وتوعي الأطفال بأهمية المحافظة على البيئة. وزير الشباب لا يفارق القرية صادف تواجدنا بالقرية الزيارة التي قام بها وزير الشباب، عبد القادر خمري، للوقوف على حسن التنظيم والتقرب أكثر من الزوار، والتي تدخل في إطار الزيارات التي دأب الوزير على القيام بها قبل وبعد افتتاح القرية، بحيث لم يترك أي شيء للصدفة ووقف على كل كبيرة وصغيرة تخص التحضيرات من أجل إنجاح هذا المشروع، الذي كان حلما وتحول إلى حقيقة بفضل وزارة حديثة التنصيب استطاعت تجسيد مشروع مهم في 15 يوما فقط. ولم يبخل علينا الوزير بالإجابة على بعض أسئلتنا التي تخص القرية، حيث أكد لنا بأن هذا المشروع سعى لتجسيده منذ مجيئه على رأس القطاع، لأنه شعر بحاجة الشباب إلى الترفيه والتسلية خاصة في أوقات ما بعد الانتهاء من العمل والدراسة أو في أيام العطل. وقال الوزير أنه أراد أن يخلق شيئا جديدا في رمضان وصيف هذا العام، يمنح الشباب الراحة والسرور "فبدأت في اتصالات مع مدير قصر المعارض، الذي تجاوب مع الفكرة وقدم كل التسهيلات من أجل إنجاح المشروع، واليوم كما تشاهدون الإقبال منقطع النظير. كنا ننتظر 4 آلاف أو 6 آلاف زائر، فإذا بعدد الزوار يصل إلى أرقام مذهلة، حيث وصل إلى أكثر من 28 ألف زائر يوميا"، مضيفا أن هذا العدد الهائل من الوافدين بقدر ما يسعدنا بقدر ما يزيدنا عزما وقوة من أجل توفير كل الإمكانيات التي تسمح بوضع الشاب الجزائري في ظروف أفضل وجو من الراحة والطمأنينة. وأوضح خمري، أن ميزة القرية أنها تقدم نشاطات متنوعة وهادفة، فلم تقتصر على المجال الرياضي فقط، إذ هناك نشاطات تثقيفية وبيئية تحسيسية وفنية وعلمية وفكرية موجهة لكل الأعمار، بالإضافة إلى ذلك فالقرية تشجع وتدعم الشباب المبدع وأصحاب الخبرة في تنظيم التظاهرات، كاشفا أنه لما انطلقت التحضيرات للمشروع كان أكثر الأسئلة تبادرا إلى ذهنه هو هل هناك جزائريون بإمكانهم المساهمة وتنظيم نشاطات التسلية والألعاب؟ فكان الرد ايجابيا وتفاجأت حقيقة قبل فتح القرية بوجود شباب جزائريين يمارسون ويشرفون على الرياضات القصوى، وهم الآن بالقرية، يقدمون للزائرين أجمل العروض والنشاطات والخدمات وهذا شيء نفتخر به، قال الوزير. وحول سبب اختيار قصر المعارض بالضبط لاحتضان القرية، أكد لنا خمري أن السبب يعود أولا لشساعة المكان وتوفره على جميع الإمكانيات، إلى جانب أنه يضمن الأمن والطمأنينة لجميع الزوار ويتوفر على مواقف للسيارات. وعن نشاط القرية بعد رمضان، أكد الوزير أنه أعطى تعليمات حتى تبقى مفتوحة إلى غاية نهاية أوت، مفيدا بأنه لن يطرأ أي تغيير على نشاطاتها، وإن حدث فإنه يتعلق فقط ببعض الإضافات فيما يخص الألعاب والمسابقات التي يكثر عليها الطلب، أما توقيت فتحها فأوضح خمري أنه سيدرس الأمر مع الشركاء لاختيار توقيت يناسب الجمهور سواء بالنسبة للأطفال أو العائلات والشباب، ومن المحتمل أن تفتح أبوابها في المساء أين يكون فيه الجميع قد تفرغ من كل الالتزامات. وقال الوزير "إن هذه القرية أدخلت الفرح والسرور على الأطفال والعائلات والشباب، وهو أمر أثلج صدري. أجمل شيء أن تدخل السعادة على هؤلاء الذين يتلهفون إلى هذا النوع من النشاطات". واستغل خمري الفرصة لتوجيه الشكر لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على دعمه للمبادرة، وإلى كل الذين ساهموا من قريب أو بعيد في تجسيد هذا المشروع الكبير، الذي لن يكون الأخير كما قال بل هو بداية لمشاريع أخرى مثل بناء مركبات تسلية دائمة في ولايات الوطن. وهنا ذكر الوزير بأنه تحدث عن هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة لوهران، ونفس الشئ سيحصل خلال زياراته القادمة إلى قسنطينة وعنابة وولايات أخرى. شباب جزائريون يقودون الأنشطة تنظيم محكم تشهده قرية التسلية منذ فتحها الأبواب للجمهور، وهو ما وقفنا عليه ب«حوماتها"، يسهر عليها شباب من مختلف الأعمار والمستويات، يقومون بتوجيه وإرشاد الزائرين وتنظيم دخولهم وخروجهم من فضاءات التسلية والترفيه. ولتفاصيل أكثر حول عمل المشرفين على الأنشطة داخل القرية، كان لنا لقاء مع أمين قدادة، مسؤول خمسة فضاءات بالقرية تقدم نشاطات مختلفة، حيث ذكر لنا أن التحضير لهذه التظاهرة كان قبل شهر رمضان، بوضع كل الوسائل والتجهيزات التي طلبتها وزارة الشباب، مشيرا إلى أن عدد مؤطري فضاءاته 50 شابا بين منشط ومنظم، يسهرون على راحة الزوار من الساعة التاسعة ونصف ليلا إلى غاية الثانية صباحا. وكشف قدادة أن الفضاء الأول الذي يشرف عليه يخص مسبح للأطفال، يجد فيها الوافدون كل الراحة، ويتعلم فيه الأطفال السباحة بتوجيه كامل من طرف شباب لهم خبرة في السباحة. أما الموقع الثاني فهو فضاء لعرض الأفلام الأجنبية والوطنية الجديدة والقديمة، وكان لزوار القرية في الأيام الأولى مثلا مشاهدة أفلام جزائرية خالدة للرجوع الجيل الحالي إلى الزمن الجميل، الذي كانت تعيشه السينما الجزائرية. ويشرف قدادة أيضا على فضاء بالهواء الطلق مخصص للعائلات، تقدم فيه أغاني شعبية عاصمية أصيلة على طاولات حميمية تزينها حلويات ومأكولات، إضافة إلى تقديم عروض مختلفة ينشطها فنانون شباب، يسهر على راحتهم عدد لا بأس به من المؤطرين. الفضاء الرابع مخصص لسينما "دي 9" ولأول مرة في الجزائر "دي 12"، يقوم بالإشراف عليها مضيفون يستقبلون الراغبين في المشاهدة حسب عدد الأماكن، يشاهدون لقطات لا تتعدى 15 دقيقة. أما الفضاء الخامس الذي يشرف عليه أمين قدادة فهو مكان للعلب الأطفال. وأكد أمين قدادة أن توافد الجمهور بكثرة على الأنشطة لا يشكل عائقا أمام المنظمين، لأن كل شئ مدروس ويُسيّر بطريقة احترافية لمنع أي تجاوزات، خاصة أن التعامل مع الأطفال ليس بالأمر الهين. وقال "خصصنا لأنشطة الأطفال مشرفين لهم خبرة وتجربة في التعامل مع هذه الفئة لتكون في راحة تامة"، مضيفا أن فريقه يتواصل مع الجمهور بطريقة ممتازة "حتى لا يشعر الزائر بالملل. فتركيزنا منصب على أن يخرج الزائر راضيا على نقدمه له من خدمات وألعاب". وأضاف قدادة أن من بين العوامل الايجابية في القرية مجانية الأنشطة والخدمات المقدمة، يساعد الكثير من العائلات التي لا تملك إمكانيات مادية على حضور نشاطات من هذا النوع. وذكر قدادة أن جميع المؤطرين والمنشطين شباب، أغلبهم طلبة جامعيون يتميزون بالحيوية وحب العمل وخدمة الجمهور، ومن خلال هذه المبادرة سيكتسبون حتما خبرة وتجربة في مجالات عدة. من سمع ليس كمن رأى الثواني والدقائق والساعات بقرية التسلية تمر في رمشة عين، وجولتنا أشرفت على النهاية في وقت متأخر من الليل. لحظة وداع القرية جعلتنا نشعر بقيمة هذا الفضاء الترفيهي بالنسبة للجمهور الكبير الذي قصدها، فترى الأطفال يصرون على البقاء ومواصلة اللعب، والشباب يحاولون استغلال ما تبقى من الوقت الضائع للاستمتاع والترفيه، والعائلات "تتثاقل" حتى تربح بعض الثواني، والمشرفون يفارقونهم بابتسامة عريضة تخفي وراءها الرضا على ما قدموه، فينصرف الجميع بهدوء في انتظار اليوم التالي بل الأيام التالية، فأحضان القرية مفتوحة لاستقبال الجميع إلى غاية 30 أوت. وفي طريق العودة حكاية أخرى، استرجعنا فيها تلك اللحظات الجميلة التي عشناها مع زوار قرية أضفت على سهرات ويوميات الجزائريين نكهة خاصة، لم نسمع من أفواه قاصديها شكاية أو كلمة عتاب أو انتقاد، الكل دخل سعيدا وخرج فرحا ومسرورا. قرية التسلية تناديكم، وتفتح ذراعيها لتقول لكم "من سمع ليس كمن رأى".