أكد المفكر العربي عزمي بشارة أن صمود الفلسطينيين في غزة رغم الثمن الباهظ من الشهداء سيفرض على الاحتلال الإسرائيلي القبول بمعادلة سياسية، مشددا على أن تل أبيب تسعى أساسا بحربها لتحجيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى حركة سياسية وتحييدها كحركة مقاومة. وقال بشارة في محاضرة ألقاها بالدوحة مساء الخميس حول الوضع بغزة إن إسرائيل اختارت توقيت العدوان على غزة لأن ثلاث سنوات من الحصار على القطاع لم تحقق نتيجة. وأشار بشارة في هذا اللقاء الذي نظمته المؤسسة العربية للديمقراطية إلى أن هناك عدة اعتبارات تقف وراء قرار الحرب ضد غزة من بينها الفترة الانتقالية في الرئاسة بالولايات المتحدة، وكذلك الانتخابات التشريعية المقبلة في إسرائيل في فيفرى المقبل. ولفت الانتباه إلى أن اليسار الإسرائيلي هو الذي بادر دائما خلال العقود الماضية بشن الحروب لاستغلال ذلك في منافسة اليمين وكسب أصوات إضافية في الانتخابات. وانتقد المفكر العربي، من جهة أخرى، دول محور الاعتدال الديمقراطي بالمنطقة لانضمامها إلى معسكر معاداة حماس رغم أن الحركة لم تمنح الفرصة المطلوبة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في جانفي .2006 وأضاف: أن معسكر التسوية العربي لا يستوعب أن إسرائيل تعتبر أمنها الحدودي فوق أي اعتبار وأفضل لها من أي علاقات عربية. وانتقد في هذا الإطار، موقف مصر من الاعتداءات الإسرائيلية وقضية معبر رفح قائلا: المفروض أن مصر هي عمق تاريخي للمقاومة الفلسطينية. وفي المقابل، قال بشارة: إن المجتمع الدولي ضيع فرصة تاريخية بعدم إعطاء حماس فرصة للتعامل معها باعتبار أنها تمثل الإسلام السياسي وجزء من المقاومة الفلسطينية. ولاحظ في هذا الإطار أن لجوء إسرائيل إلى الأسلوب الاستعماري بفرض حصار مشدد على القطاع، فرض على الفلسطينيين المقاومة بكافة الوسائل، متسائلا في هذا السياق عن جدوى الحديث عن التهدئة في ظل ذلك الحصار. واعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع خلقت شعورا عميقا بالظلم والغبن لدى العالم العربي من الخليج إلى المحيط، مضيفا: أن المظاهرات العربية العارمة جددت التأكيد على أن الهوية العربية والإسلام يتميزان بالتكامل. كما أثارت مجددا مسألة المصداقية بين الشعوب العربية والأنظمة.