شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء سلسلة غارات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وقصفت طائرات الاحتلال موقعا للمقاومة غرب المدينة كما قصفت المدفعية محيط منطقة «جبل الريس» شرق المدينة دون وقوع إصابات. وأغارت الطائرات الحربية على أرض زراعية في بلدة «جباليا» شمال القطاع دون إصابات ودمرت منزلين أحدهما لعائلة الهندي في «بئر النعجة» غرب البلدة كما شنّت غارة على أراض زراعية في منطقة «العطاطرة» غرب «بيت لاهيا» شمال القطاع وفى منطقة «أبو هداف» شرق «القرارة» ب «خان يونس» جنوب القطاع. وقد خلّف العدوان استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة نحو 43 آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل لعائلة الدلو ومحيطه ب «حي الشيخ رضوان» شمال مدينة غزة وفي استهداف إسرائيلي لكوادر حماس أعلن مسؤول كبير في الحركة أن زوجة وابنة محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام قتلتا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مساء الثلاثاء منزلا في مدينة غزة كان هدفها اغتيال قائد الجناح العسكري للحركة. وأمام عودة القصف الإسرائيلي لغزة بعد فشل مفاوضات القاهرة، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس خرق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر. وقال بان كي مون في بيان له أنه يدين بشدة خرق وقف إطلاق النار الإنساني معربا عن خيبة أمله «البالغة» بسبب العودة إلى القتال. من ناحيته حمّل عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني إلى مباحثات التهدئة في قطاع غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية إفشال المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة. وقال الأحمد - في مؤتمر صحفي عقده فور توقف المفاوضات بالقاهرة إن الإسرائيليين هم من أفشلوا تلك المفاوضات. وأرجع سبب فشلها إلى انسحاب الوفد الإسرائيلي مشيرا إلى أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى تهدئة وأضاف عزام الأحمد إنه قبل إنهيار التهدئة بعدة ساعات غادر الوفد الإسرائيلي حوالي الساعة الرابعة عصرا ما يدل على أن هناك قرارا مبيتا من نتنياهو الذي أعلن أنه أصدر تعليماته للوفد الإسرائيلي لمغادرة القاهرة. كما أعلنت إسرائيل إنهيار المفاوضات في حين كانت المشاورات مستمرة عبر الوسيط المصري وذلك يدل على أن هناك قرارا مبيتا لإفشال المفاوضات. وأردف الأحمد «إسرائيل وضعت شروطا من أجل التخلي على ما تم الإتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينية كافة والرئيس أبو مازن بتشكيل حكومة توافق مما يعنى إنهاء الانقسام الذي رحّبت به الكرة الأرضية دون إسرائيل واتضح أن أحد أهداف الحرب العدوانية على غزة هو القضاء على حكومة التوافق الوطني رغم صمودها أثناء مباحثاتنا في القاهرة وإعلاننا أكثر من مرة أننا نتفاوض كوفد فلسطيني (موحد)، ولكن كل اقتراحات الوفد الإسرائيلي فرعية أو أساسية ترفض الربط بين الضفة الغربيةوغزة وتريد تقسيم الوطن الفلسطيني الواحد وهذه النقطة كانت أحد العناصر الأساسية طيلة الأسبوعين الماضيين ولكننا تمسّكنا بهذه النقطة وأبدينا مرونة في طريقة التعامل معها». وأوضح أن الوفد الإسرائيلي طرح قضايا أمنية متعددة أبرزها قضية السلاح موضحا أن الرئيس أبو مازن قد استمع قبل بدء المفاوضات من وزير الخارجية ألأمريكي كيري لتصور نتنياهو للموضوع لكن أبو مازن قال «لسنا على استعداد لمناقشته في الوقت الحاضر وهو وليد حالة الانقسام الذي خلقت إسرائيل الظروف الموضوعية لحدوثها. وعن الجانب الفلسطيني قال عزام «رغم ذلك أبلغنا الجانب المصري بأننا سنغادر بعد ساعات القاهرة لكن لا نعتبر أنفسنا انسحبنا من المفاوضات عندما يرى الوسيط المصري الجو مهيئا لعودة المفاوضات نحن جاهزون.