تلعب اليوم المباراة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا المقرر إجراؤها بالمغرب مطلع جانفي 2015، حيث يخوض المنتخب الوطني الجزائري في افتتاح هذه المجموعة مباراته الأولى بقيادة المدرب الجديد الفرنسي كريستيان غوركوف، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة بنقل المنتخب الوطني إلى "الكان" المقبلة والتتويج بها لثاني مرة في تاريخ مشاركات الخضر في هذه المنافسة، لكن كل ذلك يمر عبر تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات وعدم الوقوع في الأخطاء التي وقع فيها المنتخب الوطني بعد مونديال جنوب إفريقيا حين تم إقصاء رفقاء كريم زياني وقتها وهم في ثوب الموندياليين بعد مباراة أمام منتخب إفريقيا الوسطى يمكن وصفها بالكارثية، والتي انتهت بانهزام الجزائر بهدفين نظيفين عبّدت الطّريق لإقصاء المنتخب في التصفيات. المواجهة أمام منتخب إيثيوبيا اليوم بأديس أبابا ستكون ربما من أصعب المباريات التي سيخوضها رفقاء الماجيك في السنتين الأخيرتين، فناهيك عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية والارتفاع الكبير عن سطح البحر، هناك عوامل أخرى في مقدمتها الحفاظ على نفس المنتخب لكن بطاقم فني جديد يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق إنجازات أكبر من تلك التي قام بها الناخب السابق الفرانكو بوسني وحيد هاليلوزيتش، وطمأنت كل عشاق الكرة المستديرة في بلادنا خاصة بعدما رفع الشارع الجزائري سقف المطالب بعد المونديال الرائع الذي لعبه الخضر في بلاد السامبا، كما أن العودة بنتيجة إيجابية في الخرجة الأولى من التصفيات يمهد الطريق للفريق الوطني من أجل تجاوز عقبة التصفيات والتحضير الجيد لكأس أمم إفريقيا بالمغرب، خاصة أن المباراة ضد المنتخب المالي الذي يعرفه الجزائريون جيدا سيكون أربع أيام فقط بعد اللقاء الأول بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ..لكن الحذر مطلوب رغم أن قلة قليلة من المتشائمين تتخوّف من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا بالمغرب، بعد الأداء الرائع للجزائر في مونديال البرازيل، إلا أن منتخب إيثيوبيا لا يستهان به خاصة أن نجمه سطع في السنوات القليلة الأخيرة، هو الذي شارك في "الكان" الأخيرة، كما تمكّن من التأهل إلى الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى كأس العالم بالبرازيل، قبل أن يقصى أمام منتخب نيجيريا، وبالتالي فإن منتخب إثيوبيا قوي وتدعّم بلاعبين شباب جدد. نفس الأمر ينطبق على المرشّح الآخر بالمرور إلى كأس أمم إفريقيا المنتخب المالي المدجّج بنجوم كرة القدم العالمية، والذي يعد من خيرة منتخبات القارة السمراء، أما منتخب مالاوي فلا يجب الاستهانة به هو الآخر خاصة أنّه تمكّن من الفوز على الخضر بثلاثية نظيفة قبل 4 سنوات في عهد المدرب رابح سعدان في كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا، لذا فاللاعبون والطاقم الفني أمام حتمية احترام المنافسين وعدم استصغارهم. صحيح أنّ الجزائر تملك أفضلية نوعية بالمقارنة مع بقية منتخبات مجموعتها، وهي المرشح رقم واحد في المجموعة للمرور لإقصائيات كأس أمم إفريقيا، وكل الأمور في متناولها للمرور خاصة أن الإتحادية الجزائرية لا تدّخر جهدا من أجل توفير كل الظروف المواتية لتألق زملاء هداف الخضر إسلام سليماني، وذلك راجع بالأساس إلى الأداء القوي الذي قدّمه رفقاء براهيمي خلال كأس العالم الأخيرة، خاصة أن كل العالم وقف على قوة المنتخب الوطني الجزائري تكتيكيا وتقنيا أمام منتخب ألمانيا بطل العالم، وهو معيار يؤكد مدى قوة الخضر في الوقت الراهن، لكن على الناخب الوطني الحالي كريستيان غوركوف ولاعبيه الإدراك أنّ الأمور ستختلف تماما في أدغال إفريقيا.