عرفت ولاية معسكر قفزة تنموية نوعية في مجالي الري والسقي الفلاحي المرتبط بقطاع الموارد المائية ارتباطا وثيقا، مكنت المنطقة من استعادة صيتها الفلاحي بفضل البرامج والمخططات التنموية، خاصة منها المخطط الخماسي 2010-2014 الذي فتح للولاية أفاقا واسعة نحو تجسيد هدف القطب الفلاحي بامتياز، وفي هذا الشأن يقف وزير الموارد المائية، نسيب، في زيارة ميدانية وعملية إلى ولاية معسكر، تدوم يومين، على مدى تقدم أهم المشاريع التي خصت بها الدولة برامجها التنموية. الولاية التي لطالما عرفت بمواردها المائية الكبيرة لكنها تراجعت في العقود الماضية بفعل عدة عوامل منها توحل السدود وتقليص حجم استيعابها، والتي أثرت بدورها سلبا على قطاع الموارد المائية عموما ومجال السقي الفلاحي على وجه الخصوص. مبالغ مالية للتنمية المحلية وفي إطار التغيرات التي شهدها قطاع الموارد المائية بالولاية منذ مطلع الألفية، ساهمت السياسة المتبعة تجاه المشاريع والعمليات الكبرى المبرمجة والتي حظيت بمرافقة نوعية من قبل السلطات المحلية، تمكنت معسكر من توسيع مناطق الإنتاج الفلاحي، وكذا تلبية حاجيات السكان من حيث الموارد المائية، ومن أهم المشاريع التنموية الرامية إلى رفع تحديات القطاع، من خلال ترقية وتجسيد البرامج المخصصة للسقي الفلاحي، إعادة تهيئة المحيطات المسقية الكبرى بالولاية، لما لها من منافع ومردودية خاصة فيما يتعلق بترقية بعض الشعب الفلاحية على غرار شعبة الزيتون التي تشتهر بها منطقة سيق، التي دخل بها المحيط المسقي حيز الخدمة والاستغلال، هذا المشروع الذي كلف الدولة ما قيمته 450 مليار سنتيم موزعة على حصتين لإعادة الاعتبار للمحيط المسقي من خلال مد قنوات الري التي يصل طولها لأكثر من 95 كلم، منها ما هو لجر المياه وأخرى لتوزيعها على ما مجموعه 4993 ه من الأراضي الزراعية، كما سيسمح المشروع بتوفير 7000 منصب شغل مباشر و14000 منصب أخر غير مباشر، وتكمن أهميته في استعمال تقنيات الري الحديثة وتقليص نسبة التبخر وتسرب المياه التي عانى منها المحيط المسقي جراء اهتراء قنوات السقي القديمة، كما رصدت الدولة أيضا ما قيمته الأولية 1000 مليار سنتيم لتمويل مشروع إعادة الاعتبار وتهيئة المحيط المسقي هبرة بالمحمدية المختص في زراعة أنواع الحمضيات، على مساحة قدرها 9971 هكتار. إعطاء الضوء الأخضر للمشروع الحلم إضافة إلى رد الاعتبار إلى محيط سهل غريس، الذي استفادت منه الولاية ضمن البرنامج التكميلي الأخير، حيث سيشرع اليوم في تأهيله على مساحة 5 آلاف هكتار كمرحلة أولية بمبلغ قدره 3 مليار دينار، على أن تصل المساحة المسقية به، حدود 12 ألف هكتار وتعميمها على باقي الأراضي الفلاحية بالمنطقة لتصل مستقبلا إلى ما يضاهي 30 ألف هكتار. فضلا عن استفادة هذا الأخير من عملية للتمويل الاصطناعي بغرض تدعيم المياه الجوفية، حيث شرع في الدراسة التقنية للمشروع الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، إذ سيمكن من إعادة تغذية طبقة المياه الجوفية، من خلال إنشاء أحواض مجمعة لمياه الأمطار والأودية، مما يسمح بتسريبها في التربة واستغلالها . تسهيل منح رخص استغلال الآبار من جهة أخرى، تسعى مديرية الموارد المائية بمعسكر، حسب مصالحها إلى تسهيل منح رخص استغلال لبعض الآبار التي تم حفرها خلال العشرية السوداء على مستوى سهل غريس لمساعدة الفلاحين، حيث تم إحصاء أكثر من 3400 بئر غير مرخصة، تم تسوية وضعية أكثر من 1875 بئر، إضافة إلى استفادة ذات المصالح من 9 تنقيبات جديدة عن المياه الجوفية الموجهة لتزويد المواطنين بمياه الشرب، إلى جانب رفع حصص السقي الفلاحي بعد أن تمكنت الولاية من الوصول إلى عتبة تصفية الربع من المياه المستعملة المنتجة على المستوى الوطني ، حيث تحصي الولاية ما عدده 11 حاجزا مائيا و21 محطة تصفية للمياه المستعملة تضاف إليها 4 عمليات جديدة لإنجاز محطات تصفية مياه جديدة بدائرة المحمدية، تغنيف ومعسكر، فضلا عن إعادة الاعتبار للمحيط المسقي بمنطقة كاشوط على مساحة 500 هكتار قابلة للتوسع إلى 1200 هكتار المدرجة في مخطط البرنامج التكميلي لسنة 2013 وبغلاف مالي يقدر ب500 مليون دج، حيث سيمول هذا المحيط المسقي محل الموضوع من سد واد التحت ببلدية عين فراح الذي تصل طاقة استيعابه النظرية إلى تخزين 7 ملايين متر مكعب من المياه الموجهة للسقي الفلاحي، وهو الآخر في إطار عملية مركزية رصد لها أكثر من2،5 مليار دج، حيث بلغ نسبة 45٪ من الإنجاز. تجديد شبكات مياه الشرب من جانب آخر، يأتي قطاع الموارد المائية في ولاية معسكر، في مقدمة القطاعات التي شهدت إقلاعا تنمويا هاما، مكن المنطقة من تجاوز العجز المسجل في توفير المياه الصالحة للشرب مع تسجيل حصة 150 لتر يومي لكل فرد حسب المعطيات المقدمة من طرف مصالح مديرية الموارد المائية، بعد تجديد 120 كلم من شبكات توزيع الماء الشروب وإنجاز خزانات مائية، إضافة إلى تعزيز تقنيات إقتصاد الماء في مجال الفلاحة وتوجيه مياه سدود الولاية الأربعة إلى السقي الفلاحي، إلى جانب ما سيتيحه مشروع تحويل مياه البحر "الماو" من فرص لتوفير كميات مضاعفة من مياه الشرب، بعد أن تم إدماج ولاية معسكر للاستفادة من مشروع تحلية مياه البحر مع تحويل المياه من رواق مستغانم - أرزيو - وهران، لتزويد المنطقة الشمالية بالولاية على رواق المحمدية – سيق ومعسكر، بمياه الشرب، حيث سيسمح المشروع الذي رصد له أكثر من 10 مليار دج، بتوفير 75 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميا لسكان 15 بلدية في المرحلة الأولى للمشروع، الذي يرتقب استلامه غضون السنة المقبلة، حيث سينهي المشروع بنهايته المشاكل المتعلقة بنقص التزود بمياه الشرب في عدة مناطق، في حين سيمكن من جهته من فتح آفاق واسعة نحو مستقبل فلاحي مشرق، بعد توجيه المياه السطحية للسقي الفلاحي.