جمع، الإعلام الوطني، أمس الثلاثاء، لقاء مع القائمين على المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، على رأسهم الرئيس المدير العام أحمد بوسنة. وقدمت فيه المؤسسة إصداراتها الجديدة التي تعتزم المشاركة بها في صالون الجزائر الدولي للكتاب.. وقد حضر هذا اللقاء عدد من الشخصيات الوطنية منهم الوزير الأسبق الأستاذ لمين بشيشي، والوزيران السابقان الأديبة زهور ونيسي، والهاشمي جيار. وقالت مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، إن الوعي الذي تحتكم إليه المؤسسة، تؤطره فلسفة قائمة على خدمة كتاب يخدم الذاكرة الثقافية والفنية والتاريخية والأدبية والسياسية للجزائر، وهي المحاور الكبرى التي تندرج تحتها كل العناوين التي ندخل بها هذه الطبعة من الصالون الدولي للكتاب. وقد ركّزت المؤسسة في الطبعة السابقة على الكتاب الأدبي (شعر رواية) خاصة لجيل الشباب، وكان لذلك أثر لا يزال يتجلى رغم مرور عام كامل، وهو مسعى تستمر فيه المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار «إيمانا بضرورة الانفتاح على ما يملك القدرة على أن يصبح ذاكرة أدبية قوية للجزائر ردما للهوة فيما بين الأفكار والأجيال». وفي المواسم كلها بقي معطى ثابت هو روح التوازن بين الأدبي والتاريخي والفكري والفني والقديم والجديد، المكتوب باللغات الثلاث المنتشرة في مشهد القراءة الوطني. وكان للتاريخ، خاصة المتعلق بالثورة والحركة الوطنية، مكانه ومكانته في منشورات المؤسسة، وفي هذا الإطار نجد مذكرات الأستاذ الأمين بشيشي في جزئها الأول الذي يغطي الفترة من تاريخ ميلاده 1927 إلى فجر الاستقلال الوطني، مذكرات كتبت بلغة سلسة، وهي بقدر ما تضيء تجربة هذه الشخصية الوطنية والفنية بقدر ما تضيء مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الجزائري ثقافيا واجتماعيا وسياسيا. أما الدكتورة مليكة القورصو، فقد كتبت في مؤلفها «ثورة التحرير الوطني من خلال شهادات الصحافة المسيحية 1954 - 1962» عن صورة ثورة التحرير في الصحافة المسيحية، وشهادات موثقة عن حرب التحرير المجيدة، وهي دراسة علمية موضوعية، في سياق لم يتم التطرق إليه من قبل، تقديم هنري تيسيي. ودائما في مجال التاريخ، تقترح المؤسسة كتاب «عرائس بربروس: مجاهدات على قيد الخلود» للباحثة نجود علي قلوجي، وهو «تأريخ من نوع خاص، قامت به واحدة من بنات الاستقلال لجوانب إنسانية وثورية لمجاهداتنا الجميلات. استغرق سنوات من البحث والتأريخ».. وإلى جانبه كتاب الأستاذ الهاشمي جيار «مؤتمر الصومام: الفعل المؤسس بحلوه ومره» باللغتين العربية والفرنسية، وكتاب «عبد الحفيظ بوالصوف» للأستاذ الشريف عبد الدايم عن مسيرة الراحل عبد الحفيظ بوصوف (عربي فرنسي). وفي إطار إضاءة مسارات الشخصيات الوطنية يقدم لنا الدكتور عبد الحميد ساحل الأستاذ المحاضر بكلية علوم الإعلام والاتصال دراسة علمية لمقالات واحد من وجوه الصحافة الجزائرية، «عمر بن قدور الجزائري، رائد الصحافة الإصلاحية»، والمنشورة في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين. شخصية متميزة لا نعرف عنها الكثير رغم أنها قدمت الكثير. وهو ما نجده أيضا في كتاب الأستاذ عمار بلخوجة عن الشهيدين الجزائري عيسات إيدير والتونسي فرحات حشاد، اللذين يجسدان نموذجا رائعا عن نضال النقابيين المغاربيين من أجل التحرر والانعتاق في كتاب «عيسات إيدير وفرحات حشاد: نقابيان شهيدان». ولربط جيل الاستقلال بجيل الثورة عمدنا إلى إصدار كتاب جماعي هو «الكلمة والرصاصة: مثقفون كتبوا الثورة». ويأتي كتاب «السياج» للإعلامية فاطمة حمدي (عربي فرنسي)، وديوان «هديل جرح» للشاعرة الصحراوية نانة الرشيد ليؤكد حسّنا الإنساني من خلال وقوفنا العفوي مع القضايا التحررية في العالم، ومنها القضية الصحراوية.