يعرف المدخل الجنوبي لولاية عنابة حالة اختناق مرورية استثنائية بفعل تساقط الأمطار، ما جعل التساؤلات تطرح عن موعد فتح الجسر الكبير بعد اكتمال الأشغال به، حيث كان من المقرر تدشينه في الفاتح نوفمبر الفارط، في إطار الاحتفال بالذكرى 60 لاندلاع الثورة التحريرية، غير أنه تأجل إلى إشعار لاحق، رغم اكتمال الأشغال به هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان. أصبح الاختناق المروري الذي تعرفه مدينة عنابة، لاسيما عبر الشوارع الكبرى، نقطة سوداء تتسبب في تذمر عديد المواطنين، الذين يضطرون يوميا للمرور من هناك، للتوجه إلى العمل أو الالتحاق بمنازلهم أو لقضاء حاجياتهم، كما عبر عن ذلك الكثيرون. وزادت العديد من الأشغال التي تعرفها أغلبية الطرق بالمدينة والتي تسببت في غلقها منذ أسابيع، في تعقيد الوضع وكذا في تدهور جل الطرق الفرعية، مما يسبب الزحمة الخانقة بسبب سير المركبات بسرعة بطيئة إلى درجة شل حركة المرور، خصوصا في أوقات العمل. وتسبب تدهور حالة الطرق أيضا في الاكتظاظ المروري، خاصة مع سقوط الأمطار التي تحول طرق المدينة بأكملها إلى برك من الماء والأوحال، مما يجبر سائقي السيارات على خفض السرعة، خوفا من الوقوع في حوادث، على حد تعبير أحد المواطنين وهو سائق سيارة أجرة، الذي أكد أنه أصبح يفضل ركن سيارته في أغلب الأوقات، لأنه يقضي ساعة ونصفا للتنقل لمسافة لا تزيد عن 5 كيلومترات مقابل مبلغ زهيد. وأكد بعض المواطنين أن الاكتظاظ والازدحام سبب لهم عدة مشاكل في حياتهم اليومية، إذ في غالب الأحيان يلتحقون متأخرين بعملهم، وأحيانا يتواصل هذا الازدحام لساعات طويلة ولعدة أيام على مستوى الطرق الرئيسة، خاصة على طول شارع سيدى ابراهيم المدخل الرئيس لمدينة عنابة، أو شارع سويدانى بوجمعة وسط المدينة إلى غاية مفترق الطرق بالقرب من سوق الحطاب، وكذا على مستوى مفترق الطرق الجسر الأبيض وشارع ساحة الثورة المعروفة ب»كور» عنابة، فضلا عن حي لاكولون، بالإضافة إلى حي ابن خلدون المعروف بحى قمبيطا بوسط عنابة. كما يتسبب افتقار مدينة عنابة لفضاءات ركن السيارات حقيقية، في زيادة الأزمة وشل حركة المرور بسبب ركن السيارات على جانبي الطرق بطريقة فوضوية، وهو الوضع الملاحظ منذ سنوات، وطالب بشأنه الكثير من المواطنين السلطات المعنية بضرورة وضع وبطريقة فورية مخطط واضح المعالم للنقل، بإمكانه إيجاد حل فوري لظاهرة الاختناق والازدحام التي تشهدها جوهرة الشرق الجزائري «بونة» منذ شهور، ومنه القضاء على ظاهرة الازدحام في حركة المرور المسجلة. كما ضاعف تأخر تسليم الجسر الكبير «لجوانو» من وضعية السير، خاصة بعد اكتمال عملية تسليمه، لكنه ظل يراوح مكانه، في انتظار اللحظة الحاسمة التي تفتح هذا المنفذ الاستراتيجي أمام حركة العربات، خاصة تلك القادمة من ولايات قالمة، سوق اهراس، الطارف وتبسة، خاصة في فصل الشتاء حيث تكثر البرك والمسطحات المائية على مستوى أهم الطرق الداخلية للمدينة.