قال، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، بغرداية، إن الشعب الجزائري عليه أن ينعم بتراثه وتاريخه الذي أسس له بإرادته وعزيمته. جاء تصريح عيسى خلال إشرافه على اختتام الملتقى الوطني العابر للولايات حول «المباني القرآنية والمعاني الدينية في شعر مفدي زكريا» والذي احتضنته ولاية غرداية التي ينحدر منها شاعر الثورة الجزائرية، الذي دفن بقصر بن يزقن. واعتبر عيسى، أن شاعر الثورة المظفرة يعد مرجعية حقيقية في غرس الروح الوطنية، مضيفا أن مفدي زكريا هو شاعر الجزائر كلها ولم يكن شاعرا فحسب بقدر ما كان مناضلا وثائرا ضد طغيان المستعمر، والدليل أنه سجن عدة مرات خلال فترة الاحتلال. وأكّد عيسى على أن الإسلام المعتدل ووحدة الجزائر وتماسكها من مرجعية ثورتها وتراثه، مضيفا أن شعر مفدي زكريا حمل خصوصية جديدة كونه غزيرا بالاقتباسات القرآنية التي جابت عقول من حملوا السلاح ضد المستعمر، في قمم الجبال ولعل أهم ما جاء فيه ذاك التشبع بقيم ومبادئ الإسلام التي تعنى بحب الوطن ووحدته الشعبية والترابية والتشبث بالهوية الدينية واللغوية، كما قال مرافعا عن التنوع التراثي والثقافي الذي تزخر به البلاد إن الملتقى جمع باحثين وأئمة من مختلف أرجاء الوطن في فضاء التقى فيه الجامع بالجامعة ليؤكدوا بأن في تراث الجزائر ما يجمعها ولا يفرقها ويجعلها إماما هاديا ومرشدا للأمم ويزيدها عزة و كرامة. وسعت القافلة العلمية الوطنية حول المباني القرآنية والمعاني الدينية في شعر مفدي زكرياء والتي جابت سبع ولايات في الوطن آخرها مسقط رأس مفدي زكريا، إلى إظهار دور الشعر والأدب الجزائري في مناهضة الظلم والاستعمار ونصرة القضايا الوطنية. كما تضمنت أشغال الملتقى في محطته الأخيرة مداخلات لأساتذة من عدة جامعات تمحورت حول حياة شاعر الثورة والتاريخ الوطني في شعر مفدي زكرياء إلى جانب المباني القرآنية والقيم الروحية والرمزية الدينية في شعره وكذا كيفية تقديمها للجيل الحالي. وكانت زيارة الوزير لمنزل شاعر الثورة إحدى المنارات العلمية وشهادات حية لبعض من عاصروه من المفكرين والمؤرخين من مختلف بلدان المغرب العربي الكبير، فضلا عن مكتبة ضخمة داخل البيت تحوي على كل أعمال الشاعر الأدبية من إنجازاته وأهم حواراته الصحفية و التكريمات التي نالها خلال مسيرته، كما قام الوفد الوزاري بزيارة قبر مفدي زكريا والترحم على روحه الزكية.