أجمع المشاركون في المحطة السادسة من الملتقى العابر للولاية حول "المباني القرآنية والمعاني الدينية في شعر مفدي زكريا" بالجلفة، أن شاعر الثورة يعتبر "مرجعية حقيقية في غرس الوطنية". وأكد مشتاوي بلخير، وهو مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف؛ في افتتاح الملتقى، أن "شعر مفدي زكريا الذي يختلف عن غيره يوجد بين ثناياه ما يعتبر مرجعية حقيقية لغرس الوطنية وقيمها"، مضيفا أن "مفدي زكريا هو شاعر الثورة بحق ولم يكن شاعرا فحسب بقدر ما كان مناضلا وثائرا ضد طغيان المستعمر والدليل أنه سجن عدة مرات خلال فترة الاحتلال". ويحمل شعر مفدي زكريا مشتاوي خصوصية لكونه غزير بالاقتباساتالقرآنية التي شحذت الهمم وأبانت تشبع هذا الشاعر بقيم ومبادئ الإسلام التي تولي أهمية لحب الوطن والتشبث بالهوية. وتطرق أحد المحاضرين إلى حب الوطن عند الشاعر، مستدلا بالأسس والقواعد والتأصيل الشرعي من الكتاب والسنة لهذا الجانب. وأعطى بذلك مثالا عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة والإسراع إليها عند العودة إليها من السفر حبا فيها. وعاد المحاضر إلى قصائد مفدي زكريا في إلياذته التي تحمل أبعادا وطنية جمة عكست تشبث الشاعر في تحرير وطنه وتدوين تاريخه قبل الإسلام وعند مجيئه وأثناء فترة الاستعمار الذي شوه فيها التاريخ. وبرأي متدخلين فقد جعل مفدي زكريا الإسلام مصدرا للثبات والأخلاق وراسما للهوية الوطنية كما أن الاقتباس من القرآن في شعره جعل من ذلك مرجعية دينية حقيقية معالمها ترسم بين ثناياها حب الوطن دون هوادة. من ناحية أخرى، تعد الجلفة المحطة السادسة للملتقى العابر للولايات الذي يندرج في إطار القافلة الثقافية والعلمية التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمناسبة إحياء الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية. وانطلقت هذه القافلة انطلقت في بدايتها من الجزائر العاصمة وحطت رحالها في ولايات سوق أهراس وغليزان وتيارت والأغواط، على أن تكون آخر محطة لها بولاية غرداية في الأيام القادمة.