دعا عمار غول، رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، أمس، جميع القوى الوطنية للمساهمة في إثراء مسودة الدستور التي ستعرض خلال الأيام القليلة القادمة، وأعلن عن تنظيم ندوة وطنية اقتصادية تتناول الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد، مستنكرا في ذات الوقت الهجوم الإرهابي على الصحيفة "شارلي إيبدو". أفاد غول، بتجدد النقاش الوطني حول تعديل الدستور في الأيام القليلة المقبلة، وقال إنها "مسؤولية كبرى أمام الجميع لتحقيق مزيد من التوافق والإجماع وسد كافة الثغرات الحالية". ودعا لدى ترؤسه اجتماع المكتب السياسي للحزب بالعاصمة، كافة الأطراف الوطنية لإثراء مسودة الدستور للتوصل في النهاية إلى وثيقة جامعة تتمشى وطموحات الشعب المستقبلية. وأكد رئيس حزب "تاج"، أن أبواب حزبه مفتوحة أمام جميع الشخصيات والأحزاب للمساهمة في النقاش حول الدستور، مجددا تمسك قيادة تاج ومناضليه بالمقترحات المقدمة سابقا والتي تعنى بمنح مكانة خاصة للشباب والمرأة والجالية والمعاقين. من جانب آخر، حذر غول من محاولات المساس بالوحدة الوطنية والسلم والاستقرار في البلاد، معتبرا أنها خطوط حمراء لا يقبل تخطّيها، داعيا إلى تقوية اللحمة وتعزيز الجبهة الداخلية والتصدي لذوي النوايا المبيّتة ودعاة الفتنة والنعرات. وطالب غول بالابتعاد عن الاستفزازات وخدش الرموز الوطنية، معتبرا أن الظروف لا تقتضي المزايدات السياسوية، بقدر ما تحث على رصّ الصفوف والدفاع عن المصالح العليا للوطن. وبشأن تدهور أسعار المحروقات، أعلن عمار غول عن تحضير الحزب لتنظيم ندوة اقتصادية وطنية مفتوحة أمام الجميع، لبحث سبل بناء اقتصاد وطني قوي وبديل للمحرقات، وقال إن أزمة تدهور سعر النفط في السوق الدولية من شأنه أن يكون نعمة تدفع إلى التعجيل بإيجاد صيغ أخرى لتقوية المؤسسات الاقتصادية الوطنية والاقتصاد ككل. وثمّن القرارات المنبثقة عن المجلس الوزاري الأخير، التي نصت على مواصلة التنمية وحماية المكاسب الاجتماعية ومكافحة التبذير وترشيد النفقات وتوجيهها نحو ما ينتج ويعزز خلق مناصب الشغل. وفي سياق منفصل، استنكر عمار غول، ما وصفه "بالفعل الإرهابي الشنيع" الذي استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وقال: "تاج يندد بالإرهاب في كل مكان وزمان وننحني لروح جميع الضحايا الذين سقطوا في مختلف مناطق العالم". وسجل الحزب بإيجابية خطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي دعا فيه إلى وجوب التفرقة بين الفعل والإسلام، وطالب بالضغط على الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة بغية تجريم الدوس على المقدسات والعنصرية والكراهية والعنف والإرهاب. وأوضح غول أن معالجة الظاهر لا يتم أمنيا، بل يستدعي مقاربة شاملة تراعي مختلف الأبعاد، لافتا إلى ضرورة التضامن مع قضايا كل شعوب العالم التي ذاقت مرارة الإرهاب وليس الوقوف مع جزء منها.