أقصي المنتخب الوطني، مساء أمس، في الدور ربع النهائي لكأس افريقيا للأمم 2015، بعد انهزامه أمام نظيره الايفواري بنتيجة 3 1 في مباراة بطولية قدم فيها أشبال غوركوف مردودا مقنعا في نهائي قبل الأوان بين فريقين قويين.. وبالتالي، لم يكرر "الخضر" ما فعلوه في كابيندا عام 2010. . بالرغم من أن طموحات الجمهور الجزائري كانت كبيرة لرؤية التشكيلة الوطنية تظفر باللقب بالنظر للتوازن الكبير الذي يميّز الفريق من الناحية الفنية والتكتيكية. وخرج الفريق الوطني من المنافسة القارية أمام الفيلة الذين كانوا حاضرين أكثر من الناحية البدنية التي أحدثت الفارق في مباراة متكافئة من كل النواحي. دخل المنتخب الوطني بقوة في المباراة وسيطر على وسط الميدان بتحركات كل من براهيمي وفغولي ومحرز الذين ضغطوا على دفاع الفريق الايفواري الذي كان يستخدم الخشونة لوقف الحملات الجزائرية، أين أتيحت أول فرصة واضحة ل"الخضر" في الدقيقة ال9 أين تصدى الحارس المنافس بأعجوبة بعد عمل جماعي كبير. "المعركة" البدنية أحدثت الفارق وبدا واضحا أن الصراع سيكون بين الفنيات واللياقة البدنية، أين ارتكب الفريق الايفواري العديد من المخالفات في ال10 دقائق الأولى. . ولكن بعد الدقيقة ال12 خرج أشبال المدرب رونار من تقوقعهم وقاموا بأول هجوم في تلك اللحظة عن طريق جيرفينيو. وأول فرصة خطيرة للايفواريين حدثت في الدقيقة ال22 عندما ارتطمت رأسية اوريي في القائم الايمن للحارس مبولحي. . وبدأ الخطر يشتد على الدفاع الجزائري الذي تلقى الهدف الأول في الدقيقة ال26 عندما حوّل بوني فتحة زميله غرادال برأسية نحو شباك الحارس الجزائري الذي ظن أن مهاجم مانشيستر سيتي كان متسللا.. وبالتالي، فان رجوع لاعبي الخضر إلى الوراء لم يكن جيدا وساعد كثيرا زملاء يايا توري الذين استخدموا القوة البدنية للحد من محاولات أشبال غوركوف. ولم نشاهد رد فعل مباشر من طرف المنتخب الجزائري الذي لم يحول الخطر إلى منطقة المنافس وظهر لاعبونا من غير العادة بنسق بطئ، الأمر الذي ساعد الايفواريين في التمركز بشكل جيد.. بالرغم من محاولات تايدار وبن طالب من حين لاخر.. في غياب فغولي الذي لم يظهر في المستوى في الشوط الأول. ويمكن القول ان غوركوف اختار عدم تغيير الاستراتيجية التي اعتمد عليها في المباراة الماضية.. كما حافظ على نفس التشكيلة.. لكن الأمور لم تكن بنفس النجاح كما حدث أمام السينغال كون الفريق الوطني لم يسجل في الدقائق الأولى ولم تكن له مساحات كبيرة من خلال التمركز الجيد للاعبي المنتخب الايفواري على غرار سراي دي ويايا توري في وسط الميدان، إلى جانب التحرك الكبير للثنائي بوني وجيرفينيو. كما أن محرز وسوداني كانا معزولين في الهجوم ولم تصلهما كرات عديدة من لاعبي وسط الميدان أمام الحضور البدني للايفواريين. سوداني يسجل.. ويضيع وتغيرت بعض الأمور التكتيكية في المرحلة الثانية، أين حول المنتخب الوطني الاعتماد على الكرات الطويلة، التي اثمرت احداها في الدقيقة 51 عندما قدم فغولي كرة طويلة لمحرز الذي بدون تردد حولها لسوداني في منطقة العمليات، حيث تمكن من تحويلها لهدف جميل وعدّل الخضر النتيجة بذكاء كبير.. ففي أول خطأ للدفاع الايفواري تمكن لاعبونا من الوصول إلى الشباك. وأصبح الفريق الوطني في وضعية معنوية أحسن وسيطر على الكرة في العشر دقائق التي أعقبت الهدف الجزائري بظهور مميّز للثنائي براهيمي فغولي اللذان استرجعا مستواهما وأقلقا دفاع المنافس في العديد من المرات. ولولا التسرع لوصل "الخضر" مرة ثانية عن طريق سوداني الذي ضيع وجها لوجه في الدقيقة 65 بأعجوبة تصدى للمحاولة التي كانت منسقة من طرف فغولي براهيمي سوداني. بوني وجيرفينيو في المستوى وفي الوقت الذي كانت السيطرة جزائرية، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث أضاف بوني الهدف الثاني للايفواريين في الدقيقة 68 برأسية محكمة مستغلا تنفيذ مخالفة من يايا توري.. أين ترك غولام ومجاني المهاجم الايفواري بوني لوحده يحوّل الكرة إلى شباك الحارس مبولحي. ومن أجل اعطاء قوة للهجوم أدخل غوركوف كل من سليماني وبلفوضيل مكان سوداني محرز في الدقيقة 72. وكاد سليماني أن يعدل النتيجة في الدقيقة 82، لكن الرأسية كانت عالية بعد أن استغل فتحة من غولام، وفي هذه الأثناء كانت الخطورة مستمرة من جانب المنتخب الجزائري الذي ضغط بشكل كبير حيث كادت مخالفة غولام في الدقيقة 85 أن تدخل شباك الحارس الايفواري. وفي الوقت بدل الضائع أضاف الفريق الايفواري الهدف الثالث عن طريق جيرفينيو الذي حول كرة زميله أوريي إلى هدف ثالث قضى به على أحلام "الخضر".. وسط خيبة كبيرة للاعبي المنتخب الوطني.