تذكرت، أمس، قرية جمعة صهاريج، ببلدية مقلع بتيزي وزو، مؤسس وأول أمين عام للاتحاد العام للعمال الجزائريين وذلك بمسقط رأسه بالمنطقة، وذلك بحضور العديد من أعضاء اتحاد العمال وكذا سكان المنطقة. وقد أكد رئيس مكتب الاتحاد لولاية تيزي وزو رمضاني بشير، أن عيسات إيدير كان له دور فعال في الحركة النقابية الجزائرية، حيث اهتم بالدفاع عن مصالح العمال، ما اضطره إلى تأسيس منظمة نقابية جزائرية ويجب على النقابة تذكر الشهيد في كل فرصة. المتدخلون خلال الوقفة التكريمية أشادوا من جهة أخرى بشجاعة ونضال عيسات إيدير منذ تأسيسه النقابة الجزائرية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة النقابات الفرنسية فأخذت تسعى لإبعاده عن مناصب المسؤولية. في سنة 1951 داهمت الشرطة الفرنسية المصنع الذي كان يعمل به وألقت القبض عليه رفقة 10 عمال جزائريين ولم يطلق سراحه إلا بعد 10 أيام. كما توقف المتحدثون عند نشاطه لبث العمل النقابي الذي كان سببا لسجنه عدة مرات من قبل السلطات الاستعمارية، قبيل اندلاع الثورة المسلحة أطلق سراحه. وأشار المتدخلون في ذات السياق، إلى وجوب تذكر هذا المجاهد الذي كانت له جهود كبيرة لحماية حقوق العمال. رئيس المكتب الولائي وأثناء وقفة الترحم على روح الشهيد عيسات إيدير، أكد أن نضاله لايزال متواصلا للدفاع عن حقوق العمال، مشيرا إلى أن رسالته لاتزال خالدة في الفرع النقابي، خاصة أنه عانى الكثير من طرف السلطات الاستعمارية. وذكر أن عيسات أيدير تعرض لأشد التعذيب بسبب نشاطه النقابي وأدخل سجن البرواقية، ومنه إلى عدة محتشدات: "سان لو، آفلو، بوسوي" ومن هذا الأخير نقل إلى العاصمة ليوضع بسجن "برباروس". وقد أصدرت ضده المحكمة الفرنسية في يوم 13 جانفي 1959 حكما ببراءته. لكن بالرغم من تبرئته فإنه لم يطلق سراحه وإنما نقل من جديد إلى محتشد بئر طرارية، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب، مما اضطر بإدارة المحتشد إلى نقله إلى المستشفى العسكري. وقال ذات المتحدث، إن اغتيال عيسات إيدير الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين أثار موجة استنكار وسخط واسعين في أنحاء عدة من العالم. وقد وردت برقيات الاحتجاج والاستنكار من المنظمة العالمية للنقابات الحرة وجامعة النقابات العالمية والاتحاد العالمي للزراعيين والنقابيين العرب والنقابات الشيوعية الفرنسية. ولم تكتف هذه الهيئات بالاستنكار، إنما طالبت الحكومة الفرنسية بتسليط الضوء على الظروف الغامضة التي رافقت عملية استشهاده. للذكر، فقد ولد عيسات إيدير في قرية جمعة صهاريج التابعة لبلدية مقلع بتيزي وزو، عام 1919 من عائلة فلاحية متواضعة الحال. تلقى تعليمه الابتدائي بقريته ومنها انتقل إلى مدرسة تكوين الأساتذة ببوزريعة لمواصلة دراسته ومن هذه الأخيرة انتسب للمعهد الثانوي الفرنسي بتيزي وزو واستمر في هذا المعهد حتى حصوله على شهادة الطور الأول من التعليم الثانوي، إلا أن الحالة الاقتصادية لأسرته حالت دون الاستمرار في الإنفاق عليه، مما أرغم على ترك مقاعد الدراسة.