يدخل المخرج الأردني كمال اللحام، استوديوهات التصوير قريبا للشروع في إنجاز مسلسل جديد يتناول سيرة رائد الحركة النقابية في الجزائر ما بين (1919 - 1959) ''عيسات ايدير''. وحسب ما أكدت مصادر مقربة فإنّ هذا المسلسل التاريخي الذي ستنتجه الجزائر يأتي ليسلط الضوء على مآثر رجل ظلّ كما العديد من الأبطال والرموز في الجزائر، غير معروف لدى الأجيال الجديدة، ما فرض تقديمه تلفزيونيا في نحو 30 في بادرة متزامنة مع الاستعدادات الجارية لإنتاج عمل حول رائد النهضة العلمية في الجزائر العلامة عبد الحميد بن باديس. و قد كان كمال اللحام قد انتهى من اختيار مواقع التصوير في مناطق جزائرية متعددة، كما وضع آخر الرتوشات على السيناريو الذي كتبه بنفسه، ويسعى اللحام من خلال ''مسلسل عيسات ايدير'' إلى إبراز جوانب ظلت معروفة في حياة هذا البطل الذي اغتالته أيادي الاحتلال الفرنسي قبل نصف قرن، مع التعرض لما واكب ثورة التحرر الجزائرية من أحداث عظيمة. كما سيكون العمل فرصة لتقديم صورة بانورامية متكاملة عن الحياة الجزائرية العريقة وما يطبعها من عادات وتقاليد أصيلة، وما يغلّف البيئة الجزائرية من جماليات طبيعية تجعلها أشبه بمتحف مفتوح. العمل يشترك فيه كوكبة من النجوم الجزائريين على غرار محمد شلوش، محمد عجايمي، وعباس محمد إسلام، ويُرتقب أن يعرض على سائر الفضائيات العربية بحلول العام القادم. وللإشارة فإنّ عيسات إيدير وُلد ببلدة ''جمعة صهاريج'' بجوار منطقة تيزي وزو عام 1919 من عائلة متواضعة لأحد المزارعين، تلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه، قبل أن يتدرج في مختلف مراحل التعليم، وسافر سنة 1935 إلى تونس حيث تابع دراساته العليا في الاقتصاد، وانضمّ بعدها إلى ورشة صناعة الطيران، ومع أواسط أربعينيات القرن الماضي، ظهرت لديه ميولات نقابية فاهتم بالدفاع عن مصالح العمال الجزائريين، ما جعله يتبوأ مسؤوليات عدة، وبدأت تراوده فكرة تأسيس منظمة نقابية جزائرية، وهو ما حققه بتأسيسه لاتحاد العمال الجزائريين في 24 فبراير ,1956 ليتم سجنه من طرف الاحتلال الفرنسي، أين تعرض لأبشع أنواع التعذيب وأقساها. ورحل عيسات ايدير في 26 جويلية 1959 متأثرا بالتعذيب الذي سلط عليه، وأثار اغتياله موجة واسعة من الاستنكار والسخط في أنحاء عدة من العالم.