تسعى قيادة الدرك الوطني إلى تعزيز الإمكانيات والتجهيزات المسخرة في إطار التصدي لظاهرة إرهاب الطرقات، بحيث من المنتظر أن يرتفع عدد الكاميرات الخاصة بالأمن المروري مع نهاية السداسي الأول من السنة الجارية من 100 إلى 500 وحدة موزعة عبر أماكن محددة بحسب حساسيتها وخصوصياتها، مما سيسمح بمراقبة حركة المرور عن بعد والتدخل السريع عند وقوع أي طارئ . وحسبما أوضحه أمس العقيد قدور جبار طيب رئيس قسم امن الطرقات ومركز الإعلام والتنسيق المروري، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر مخبر الأدلة الجنائية وعلم التجريم ببوشاوي لعرض الحصيلة السنوية المتعلقة بالأمن المروري، فإن قيادة الدرك الوطني تعتزم تحقيق تغطية أمنية شاملة لشبكة الطرقات على المستوى الوطني في أفاق 2015 وذلك من خلال بلوغ 20 ألف دركي في هذا المجال، مشيرا إلا أن ذات الجهاز قد سطر برنامج لإنشاء 22 مركزا خاصا بالطريق السيار شرق غرب، والتي ستكون عملية مع نهاية السنة القادمة، الأمر الذي سيساهم على حد قول العقيد في تعزيز التواجد الأمني لأفراد السلاح الأخضر، فضلا عن ضمان المزيد من الأمن لمستعملي الطرقات. أما بخصوص حصيلة حوادث المرور خلال سنة ,2008 فكشف المتحدث أن قيادة الدرك الوطني أحصت ما لا يقل 25139 حادث مرور تسبب في مقتل 3662 شخص وجرح أزيد من 699,41 آخرين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة حوالي 3 بالمائة في عدد الحوادث مقارنة بالسنة الفارطة، وارتفاع ب194 قتيل مقارنة بنفس الفترة ، غير أن هذا العدد لا يعكس حقيقة الحالات المسجلة ، نظر لغياب متابعة دقيقة للجرحى الذين يتم نقلهم إلى المستشفى أين يفارق في كثير من الأحيان المصابين الحياة أيام قليلة بعد دخولهم المستشفى، دون تصنيفهم كضحايا حوادث المرور، على عكس ما هو معمول به في فرنسا على غرار باقي الدول الأوروبية أين يتم متابعة الجريح لأزيد من شهر بعد التحاقه بالمستشفى. مضيفا أن تحليل المعطيات الإحصائية لحوادث المرور المسجلة خلال سنة 2008 تبين بوضوح أن الإفراط في السرعة يبقى السبب الرئيسي الأكثر تسجيلا في حوادث المرور، بمعدل 4612 حادث، وذلك بالرغم من نقص يقدر ب 689 حادث مقارنة بالسنة الفارطة نتيجة للأثر الردعي للرادار، بحيث تبقى شريحة الأعمار الأكثر تورطا في وقوع حوادث المرور هي تلك التي تتراوح أعمارها ما بين 25 و 29 سنة، أي 7322 حالة، أي ما يمثل 93,18 بالمائة ، الأمر الذي فسره رئيس قسم امن الطرقات ومركز الإعلام والتنسيق المروري، بالسلوكات الخطيرة للسواق لاسيما انه من مجموع 38675 سائق متورط في حوادث المرور، لوحظ أن 26879 سائق حاصلين على رخصة سياقة اقل من خمسة سنوات. وعلى صعيد مواز رفع العقيد قدور جبارة احد العراقيل التي يواجهها عناصر الدرك الوطني ميدانيا، مبرزا أن 90 بالمائة من المخالفين لم يسددوا الغرامات الجزافية المرفوعة ضدهم، حيث يكمن ضعف تشكيل مراقبة الموضوع ميدانيا، فضلا عن العجز الذي تسجله الخزينة العمومية والمقدر بازيد من 25 مليار دج، خاصة أن القيادة قد أحصت سحب ما لا يقل عن 221 ألف رخصة سياقة في إطار الجانب الردعي ومكافحة المخالفات المتسببة في حوادث المرور، ما يمثل ارتفاعا ب858763 مقارنة بسنة .2007