صرح محافظ متحف باردو الشهير بالعاصمة التونسية، منصف بن موسى، بأن المتحف لم يصب إلا بأضرار طفيفة في اعتداء الأربعاء الدامي، مؤكدا أنه سيعيد فتح أبوابه اليوم. وقال «بالنسبة للمتحف، ليس هناك أضرار حقيقية. هناك بعض الشظايا هنا وهناك، هي أشياء بسيطة قابلة للإصلاح». وأكد إعادة فتح المتحف الثلاثاء، مشيرا إلى «رمزية» الأمر. وتابع «إنه تحد، ولكنه أيضا رسالة، إن ما حدث أثر فينا جميعا، لكننا نريد أن نقول إنهم (منفذو الاعتداء) لم يحققوا هدفهم»، مشيرا من جهة أخرى إلى أن العمل بدأ «لتعزيز الأمن». وأوضح مدير المتحف أن «هذا لا يعني أن إجراءات الأمن كانت ناقصة، لكن ربما كان هناك خلل في مكان ما يتعين بالمناسبة تلافيه»، في الوقت الذي أقر فيه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بوجود خلل. إقالة ستة قادة أمنيين أعلن متحدث بالحكومة التونسية، أمس، أن رئيس الوزراء الحبيب الصيد، أقال ستة من كبار القادة الأمنيين، على خلفية الهجوم المسلح على متحف باردو. وقال مفدي المسدي -المتحدث باسم رئيس الوزراء التونسي- «بعد زيارة أداها رئيس الوزراء أمس إلى محيط متحف باردو وقف على تقصير في المنظومة الأمنية وقرر إقالة عدة مسؤولين»، وهم مدير إقليم الأمن بتونس، ورئيس أمن منطقة باردو، ومدير الأمن السياحي، ورئيس فرقة الإرشاد في باردو، ورئيس مركز أمن باردو، ورئيس أمن منطقة سيدي البشير. ووفقا لمصدر أمني، فقد أقال رئيس الوزراء بالإضافة إلى المسؤولين الستة السابقين مدير الطريق العمومي. في الأثناء قالت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي، إنه من المقرر أن تتولى الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) إلى جانب أطراف غير حكومية من منظمات، تنظيم مسيرة ضخمة بالعاصمة تونس الأحد المقبل، يدعى إليها قادة العالم بأسره «تنديدا بالعملية الإرهابية» التي استهدفت متحف باردو الأربعاء الماضي. على صعيد آخر، قتل عسكري في الجيش التونسي برتبة رقيب وأصيب ثلاثة آخرون مساء الأحد إثر انفجار لغم أرضي في مدرعة أثناء عملية عسكرية شمال غرب البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي إن اللغم زرعته «عناصر إرهابية» قرب جبال ورغة بمنطقة ساقية سيدي يوسف في محافظة الكاف. وأضاف أن حالة العسكريين المصابين الذين نقلوا إلى مستشفى مدينة الكاف ليست خطيرة، مشيرا إلى أن العملية العسكرية التي وقع فيها التفجير لا تزال مستمرة، وانفجر اللغم أثناء مرور دورية مؤلفة من ثلاث آليات عسكرية. ومنذ سقوط النظام السابق، قتل وأصيب عشرات العسكريين والأمنيين في تفجير عبوات وألغام وفي هجمات بالأسلحة النارية في مرتفعات محافظات القصرين (غرب) والكاف وجندوبة (شمال غرب). وتقول السلطات التونسية إن جماعة إرهابية تعرف بكتيبة عقبة بن نافع تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤولة عن أغلب الهجمات في تلك المحافظات المتاخمة للحدود الغربية. ويأتي تفجير اللغم قرب جبال ورغة بالكاف بعد الهجوم الدامي الذي نفذه الأربعاء الماضي مسلحان بمتحف باردو بالعاصمة التونسية، وأسفر عن مقتل 23 شخصا بينهم 20 سائحا أجنبيا. وتبنى الهجوم تنظيم «الدولة الإسلامية «في تسجيل صوتي، لكن مسلحين ينسبون أنفسهم لتنظيم «القاعدة بالمغرب الإسلامي «لمّحوا بدورهم لمسؤولية تنظيمهم عن الهجوم. تجدر الإشارة إلى أن مسإلة مكافحة الإرهاب كانت من بين الأولويات الأساسية للحكومة التونسية والتي عددها الرئيس الباجي قايد السبسي إلى جانب الشروع في القيام بالاصلاحات الضرورية وإصلاح الوضع الاقتصادي للبلاد. وأكد الرئيس السبسي في حديث أمس الأول من متحف باردو بالعاصمة تونس أن الإرهاب «ليس شأنا تونسيا لأن العالم كله معني بهذه الظاهرة» مشددا على أن «التونسيين قادرون على مجابهته وسيظلون صامدين دوما في مواجهته».