المجلس الأعلى للأمن يبحث سد "الثغرات" في تأمين المرافق الحيوية شنت أمس قوات الجيش والأمن التونسية حملة تعبئة واسعة لتجنيد المواطنين في عملية البحث ومطاردة ثالث إرهابي شارك في تنفيذ الهجوم المسلح على متحف باردو الأربعاء الماضي الذي راح ضحيته 23 شخصا بينهم المهاجمان. ووصلت أمس صور ماهر قايدي إلى المراكز الحدودية التونسية مع الجزائر وتم تعليقها ونشرها على نطاق واسع لتعزيز مساعي القضاء عليه. وعلى صعيد متصل أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أمس أن تونس حكومة وشعبا أضحت مجندة اليوم لملاحقة ثالث عنصر إرهابي شارك في الهجوم الدامي على متحف باردو، وذلك عقب تصريحات له أقر فيها بوجود خلل أمني. وأكد السبسي ما جاء في تقارير عن مشاركة مسلح ثالث مع المهاجميْن اللذين قتلتهما قوات الأمن، قائلا "كان هناك ثلاثة إرهابيين (منفذين).. لقد تم التعرف عليهم بكاميرات المراقبة (..) قُتل اثنان، لكن هناك شخصا لا يزال طليقا حتى الآن". وردا على سؤال بشأن هذا الرجل: هل لا يزال فارا؟ أضاف "بمطلق الأحوال لن يذهب إلى مكان بعيد جدا". وجاءت تصريحات السبسي في مقابلة تلفزيونية مع راديو "أوروبا 1" وصحيفة "لوموند" وتلفزيون "إي تيلي". وقد تحدثت السلطات عن إرهابيين اثنين هما جابر الخشناوي وياسين العبيدي اللذين قتلا على أيدي قوات الأمن. وأعلنت الداخلية أنه يجري التفتيش عن ماهر قايدي، ودعت المواطنين للمساعدة بالعثور عليه، مشيرة إلى أنه "عنصر إرهابي خطير (..) يجري البحث عنه في إطار العملية الإرهابية بمتحف باردو" لكن لم يعرف على الفور هل هو ذاته الشخص الذي أشار إليه الرئيس. في سياق متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم النيابة العامة سفيان السليطي "تطورات كبرى" في التحقيقات بالهجوم، قائلا إن "الملف تعهده قاضي التحقيق، هناك تطورات لكننا نفضل عدم إعطاء تفاصيل لسرية ونجاعة التحقيق". من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي إن الشرطة "أوقفت أكثر من خمسين شخصا بينهم من هو على صلة مباشرة بالعملية الإرهابية أو من قدم دعما لوجستيا للإرهابيين". على صعيد متصل نشرت الداخلية التونسية شريطا مصورا للإرهابيين اللذين نفذا هجوما على سياح أجانب بمتحف باردوالأسبوع الماضي أوقع 23 قتيلا أغلبهم سياح قبل أن ترديهم قوى الأمن. وأظهر الشريط الذي التقطته كاميرا مراقبة دخول المسلحين إلى غرف متحف باردو قبيل تنفيذ الهجوم، كما بينت صور ثابتة مصاحبة للفيديو ملابس المسلحين بعد مقتلهما وحزاما ناسفا كان أحدهما يرتديه. ويأتي نشر الداخلية لهذا الشريط على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد أن بثت بعض المواقع الإخبارية إفادات لشهود عيان بينهم سياح شككوا في رواية الوزارة حول منفذي الهجوم. وكان السبسي قد أقر في تصريحات سابقة بوجود "خلل" في الأجهزة الأمنية أدى إلى سهولة القيام بالهجوم على متحف باردو، وذلك في مقابلة نشرها مساء أمس الأول الموقع الإلكتروني لمجلة "باري ماتش" الفرنسية. وبيّن أن "الشرطة والمخابرات لم ينسقا تماما من أجل فرض الأمن في متحف باردو" لكن يجري حاليا سد كل الثغرات مشيرا مع ذلك إلى أن الأجهزة الأمنية "تحركت بطريقة فعالة جدا من أجل إنهاء الاعتداء على متحف باردو بسرعة، وتحاشوا بالتأكيد سقوط عشرات القتلى الإضافيين لو تمكن الإرهابيون من تفجير أحزمتهم الناسفة".