تحذير من سياسة التقشف على المشاريع التنموية أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، عن الشروع في تشكيل لجان شعبية و التوجه مباشرة إلى الشعب بمختلف شرائحه، لبحث الحلول لما تعرفه البلاد من مخاطر تحدق بها من ناحية الحدود، والوضع في الداخل المتسم ببروز «الأوليغارشية» على حد قولها . بعد أن تحسست عدم تجاوب السلطة مع مقترحاتها ونداءاتها الخاصة بدمقرطة الحكم، وإخفاقها في اللقاءات التي جمعتها مع أعلى المسؤولين في هرم الدولة، قررت زعيمة حزب العمال تغيير استراتيجيتها، والتوجه مباشرة إلى الشعب، على أساس أن التغيير لن يأت إلا منه، وأن القرار يعود له. قالت حنون أمس متوجهة إلى مناضلي الحزب والأسرة الإعلامية في كلمة ألقتها بمناسبة الذكرى ال 25 لتأسيس حزب العمال (29 جوان 1990) بمكتبة الحراش، أن أملها قد خاب في تحقيق تغيير «يأتي من فوق «، وإقامة نظام حكم ديمقراطي، وأكدت أنها لن تتوانى عن مواصلة النضال، من أجل تحقيق ما تصبو إليه تشكيلتها السياسية، التي لا تكتفي كما قالت «بتشخيص الوضع، والتنديد من خلال التصريحات، وإنما نعمل على بحث المخرج وإيجاد حلول «. واستندت حنون إلى بعض المؤشرات السياسية لإبداء موقفها هذا، منها «عدم تحقق الإصلاح الدستوري، وخطر تأثير الأولغارشية المالية على القرارات السياسية منها اللجوء إلى خوصصة المؤسسات العمومية «. وأثارت حنون في معرض حديثها مخاوف، لكن هذه المرة تأتي من الداخل، والمتمثلة في ما أسمته ببروز «الأولغارشية» ، التي بدأ حزبها منذ أشهر في خوض معركة مصيرية ضدها، مشدّدة في نفس الوقت على أن تشكيلتها السياسية لم و لن تتأقلم أبدا مع هذا النوع من الانزلاقات . هذا الخطر الداخلي، هو الأخطر بنظر حنون عن الخارجي، الذي كانت منذ سنوات تعتبره الخطر الوحيد الذي يهدد استقرار البلد، محذرة في هذا الصدد من سياسة التقشف التي قد تلجأ إليها الحكومة، في ظل التراجع الكبير لسعر النفط في الأسواق العالمية . وذكرت في سياق ذي صلة بأن المعلومات المتوفرة لديها، تشير إلى أن قانون المالية التكميلي 2015، يكون قد تضمن إجراءات تقشفية، ما يؤدي حسبها إلى إلغاء مشاريع تنموية في الولايات، وهذا نوع آخر من الخطر الداخلي، لأن مثل هذه القرارات، يمكنها أن تحرك الجبهة الاجتماعية، نحو احتجاجات وتظاهرات، تؤدي إلى نتائج وخيمة على مستوى الاستقرار والأمن، الذي يدافع حزبها عليه. وأشارت في معرض حديثها إلى أن الجامعة الصيفية التي ستنظمها بعد الشهر الفضيل، سيتم خلالها مناقشة الحصيلة والطرق، في إطار بحث الحلول للقضايا الراهنة كما يراها الحزب. وفي سياق مغاير وفيما يتعلق بالوضع في تونس، بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت فندق سياحي بسوسة، أكدت حنون على ضرورة الوقوف إلى جانب هذا البلد الشقيق، لأن عدم استقرار هذا الأخير يؤثر على الجزائر .