الاعتداء بسوسة محاولة لضرب الانتقال السلمي في تونس الجزائر تناضل من أجل استقرار المحيط الإقليمي وليبيا أولوية بعد مالي أكد الخبير في الشؤون الأمنية، بن عومر بن جانة، أهمية إعداد تقييم دقيق وشامل عن التنظيم الإرهابي المسمى «داعش»، لكشف من يقف وراءه. وتطرق من جهته المختص في قضايا الأمن والاستعلامات، محمد خلفاوي، إلى ما تبذله الأجهزة الأمنية الجزائرية لحماية الأمن القومي داخل وخارج الوطن. قال بن جانة، أمس، إن القدرات القتالية ونوعية الأسلحة التي يحوزها التنظيم الإرهابي المعروف باسم «داعش»، كلها ظاهرة للعيان. لكن ما يجب وضعه تحت مجهر التشريح والتقييم الدقيق، يتعلق «بالخلفية الفكرية والأهداف التي أنشئ عليها هذا التنظيم، وكذا موقعه من خارطة التحولات العالمية التي رسمتها القوى الغربية». كلام الخبير بن جانة، جاء تعليقا على دعوة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، في الأسابيع القليلة الماضية، «إلى ضرورة إعداد تقييم حقيقي للتنظيم الإرهابي الذي ظهر في العراق والشام، ليسهل سنّ استراتيجية ناجعة لمكافحته من طرف المجتمع الدولي». واعتبر المتحدث، أن «تصريح الوزير ذكي ويرمي إلى إماطة اللثام عن علاقات التنظيم الحقيقية مع قوى داعمة وممولة، ولها نوايا تفوق بكثير أهداف الأعمال الإجرامية المنفذة بغرض الدعاية والإرهاب المعنوي». وأضاف، أن «الفرق بين القاعدة وداعش، يكمن في أن الأولى تنظيم، أما الثانية ففكرة أوسع نطاقا من الناحية العملياتية، يتبناها أشخاص مغرر بهم ويبحثون عن ذواتهم»، لافتا إلى أن محاولة معرفة هذا التنظيم على حقيقته تقتضي «الكشف عن من يقوم بتحديد وتوجيه هذا الفكر ومصدره». وذكر بن جانة، أنه بدأ في العراق مع مصعب الزرقاوي، قبل أن توكل مهمة قيادته لأبي بكر البغدادي الذي أطلق سراحه من السجن لتنفيذ هذه المهمة. وحذر الخبير في الشؤون الأمنية، من الخطر الداهم الذي يمكن أن يشكله تنظيم «داعش» على الأمن الوطني الجزائري. في السياق، أجاب المختص في قضايا الأمن والاستعلامات، محمد خلفاوي، عن سؤال حول الحرب الاستباقية التي يخوضها جهاز المخابرات ضد الإرهاب، وما إذا كان لابد أن تمتد إلى خارج الحدود، بالقول: «إن مخابرات العالم كلها تقريبا تركز اهتمامها على أي نقطة أزمة في أيّ بلد، لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي». مشيرا بذلك، إلى أن المواجهة داخل حدود الدولة وحدها لا تكفي، وهو «أمر تعيه الأجهزة الأمنية الجزائرية جيدا». وأضاف، «الجزائر حاضرة في ليبيا أكثر من جهة أخرى، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذه المهام ضرورية لحماية الأمن والوطني والتصدي للخطر الإرهابي». ورأى الضابط السامي السابق في جهاز الاستعلامات والأمن، في العلمية الإرهابية التي استهدفت سياحا أجانب بفندق مدينة سوسةالتونسية، محاولة لتحطيم تونس التي نجحت في تحقيق انتقال ديمقراطي سلس، وهو ما يزعج دولا كثيرا.