أعطى أمس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج، إشارة انطلاق القافلة التحسيسية المكلفة بتوعية الشباب ومختلف شرائح المجتمع الجزائري بضرورة التسجيل في القوائم الانتخابية، والمشاركة في تسيير شؤون البلاد من خلال أداء واجبهم القانوني وإبداء رأيهم الخاص في اختيار المرشح المحنك لقيادة أمور الوطن وتمثيلهم على جميع المستويات. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة ، أوضح السيد جمال ولد عباس أن الهدف من إجراء هذه الحملة التحسيسية التي ستشهد نظيرات لها عبر كافة ولايات الوطن، هو توسيع قائمة الناخبين وإشراك اكبر عدد ممن يتمتعون بالشروط القانونية في الاستحقاقات الرئاسية الجاري إعدادها، بحيث تعكف من جهتها وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج بلوغ 500 ألف مسجل جديد في القوائم الانتخابية عبر 48 ولاية كحد أدنى، وهو الأمر الذي لم يعتبره المسؤول الأول عن القطاع أمرا مستحيلا، باعتبار أن عدد الناجحين في شهادة البكالوريا خلال السنة الماضية قدر ب 250 ألف شاب، أغلبيتهم يتراوح سنهم بين 18 و 19 سنة الذي يمثل السن القانوني للاقتراع، وبالرغم من ذلك فقد لوحظ أن اكبر نسبة منهم غير مسجلة ضمن القوائم الانتخابية. وتراهن الوزارة الوصية لبلوغ هدفها المنشود، على التقرب من شريحتي الشباب والمرأة سواء الماكثة في البيت أو الريفية منها، بصفتهما الفئتين الأقل تمثيلا في القوائم الانتخابية، ولهذا الغرض تم تجنيد حوالي 400 جامعي متطوع عبر كل ولاية من ولايات القطر الوطني، أوكلت لهم مهمة التقرب من المواطنين، وتوعيتهم بضرورة التسجيل أولا في القوائم الانتخابية، كخطوة مرحلية في مسار إبداء الرأي والتعبير عن اختيارهم الخاص، من منطلق انه من غير المنطقي عدم المشاركة في اختيار الرجل الأصلح لقيادة شؤون البلاد وفي المقابل المطالبة بتغيير الأوضاع، وهو نفس الدافع الذي أدى إلى اختيار شعار"أدي الواجب وحاسب" عنوانا للقافلة التحسيسية . السيد جمال ولد عباس أكد انه من واجب الدولة القيام بعملية تحسيسية لفائدة مواطنيها، وبدورها تساهم وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج على غرار باقي قطاعات الحكومة في إثراء العملية، كمساعدة منها فحسب لوزارة الداخلية والجماعات المحلية المسؤولة رسميا على الإعداد والتحضير للانتخابات والاستحقاقات، بحيث بدا الوزير جد متفائلا بهذه الخطوة والدور الذي سيؤديه قطاعه في عملية إثراء القائمة الناخبة بالمسجلين الجدد، على خلفية اتصال فروعها وأجهزتها بفئات عديدة من المجتمع بصورة مستمرة فضلا عن علاقتها الوثيقة مع الجمعيات الجوارية و جمع من الوكالات الوطنية النشطة في تشغيل الشباب والتكفل بانشغالاتهم. وإيمانا منها بأهمية مبادرة وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج، لتحسيس المواطنين الجزائريين بضرورة التسجيل في القوائم الانتخابية، فقد أبدت إحدى المتطوعات ليومية "الشعب" مدى تحمسها للمشاركة إلى جانب زملائها في تفعيل العمل الجواري، من خلال التوسط كشركاء اجتماعيين بين الدولة ومختلف شرائح المجتمع، قصد توعيتهم بضرورة ممارسة أدنى حقوقهم الدستورية وعلى الأقل إحصائهم ضمن القائمة الانتخابية. مضيفة في ذات السياق أن وظيفتها كمربية بالمركز الطبي البيداغوجي لحيدرة، سيمكنها على غرار باقي المتطوعين البالغ عددهم 345 شخص، من فتح الحوار مع المواطنين بما فيهم الشباب والنساء الماكثات في البيت، وتعميق النقاش على مدى 15 يوما حول وجهة نظرتهم إلى الواجب الانتخابي، خاصة أن الكثير من الجزائريين لا يأخذ العملية بعين الاعتبار.