في جو مهيب وحسرة علت الوجوه، وحزن خيم على بلدية المحمل، البعيدة عن مقر ولاية خنشلة ببضعة كيلومترات، شيّع أفراد الجيش الوطني الشعبي، يتقدمهم قائد القطاع العسكري ممثلا لوزارة الدفاع ووالي الولاية بوكربيلة جلول ورئيس الأمن الولائي، إلى جانب السلطات التنفيذية وجمع غفير من المواطنين، جنازة النقيب حسام الدين معلم، الضابط في قوات جيشنا الوطني الشعبي ذي 28 سنة، الذي ذهب ضحية الغدر الجبان رفقة رفاقه من جنودنا البواسل، في منطقة جبل اللوح، المتاخمة للحدود بين ولايتي عين الدفلة وتيسمسيلت في أول أيام عيد الفطر، في طريقهم إلى الثكنة بعد عمليات مراقبة. الجنازة التي قال عنها محدثونا، لم تشهدها مدينة خنشلة منذ السنوات الأولى للإرهاب، أبكت كل من حضر، ولم يتمالك المشيعون دموعهم فانذرفت دون استئذان للمشهد المهيب. الشهيد وهو ينقل وسط بلدية المحمل وعبر شوارعها التي احتضنته طيلة صباه، هي اليوم تشيّعه إلى مثواه الأخير، مسجّى جثمانه بالعلم الوطني وسط التكبيرات في أجواء مؤثرة جدا، متبوعا بصيحات التكبير والمنادية بحياة الجزائر. عرف عنه حسن الخلق والبصيرة، حيث كان مثالا لجيله من الشباب الذين اختاروا طريقهم في صفوف الجيش الوطني الشعبي، كيف لا وهو حفيد الأسرة الثورية المنحدرة من مشتة لخلافنة ببلدية المحمل سليل العائلة البطلة، المعروفة فجده شهيد وعماه شهيدان وعمه معطوب حرب وعمته مجاهدة. وتحت فصيلة الجيش التي قدمت لروحه السلاح، وري الثرى الشهيد حسام معلم، ليستلم والده عبد المجيد العلم الوطني من طرف ممثل القطاع العسكري في صورة لا يمكن وصفها، تحت دموع تنهمر من والد الشهيد.