حافظ مدرب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف على خياراته التكتيكية خلال مواجهة ليزوتو من خلال خطة 4-4-2 بالتزامن مع إجراء تغييرين على مستوى التشكيلة بسبب غياب الثنائي فيغولي وبن طالب. وواجه غوركوف موقفا صعبا كاد يدفع ثمنه غاليا من خلال إشراك بعض العناصر التي لم تقدم الشيء الكثير من جهة ووضع لاعبين في غير مناصبهم من جهة أخرى لكنه تدارك الوضع خلال الشوط الثاني واستطاع كسب الرهان . اضطر مدرب «الخضر» لمنح الفرصة مرة أخرى لبودبوز من اجل خلافة فيغولي و مسلوب الذي عوض غياب بن طالب فيما أبقى على نفس التشكيلة التي واجه بها منتخب السيشل في أولى جولات التصفيات . وواجهت عناصر المنتخب صعوبات كبيرة خلال المرحلة الأولى من المباراة حيث أسال لاعبو السيشل العرق البارد لزملاء الحارس دوخة بسبب حسن تمركزهم و اعتمادهم على طريقة اللعب السريع من لمسة واحدة . واعترضت غوركوف عدة صعوبات تكتيكية خلال المرحلة الأولى على وجه الخصوص بسبب اعتماد منتخب السيشل على الهجمات المرتدة و اللعب في ظهر المدافعين مما شكل صعوبات كبيرة على الدفاع . وظهر عدم التوازن جليا في وسط الميدان من ناحية استرجاع الكرات فلم يوفق اللاعب مسلوب في لعب هذا الدور و بدا تائها خلال أطوار المباراة عكس زميله تايدر الذي تحمل عبء المواجهة لوحده . وساهم عدم التوازن في وسط الميدان من إنقاص فاعلية الهجوم من جهة و فتح بعض الثغرات على مستوى الدفاع من جهة أخرى و هو ما تفطن له غوركوف مع انطلاق الشوط الثاني . وقام مدرب «الخضر» بإحداث تغييرات مهمة خلال الشوط الثاني ساهمت في إعادة التوازن لوسط الميدان مما منح قوة أكثر للهجوم و الدفاع معا من خلال إشراك سوداني مكان بودبوز و بونجاح مكان المهاجم سليماني . ولم يقدم الثنائي سليماني و بودبوز الإضافة المرجوة منهم خلال الشوط الأول سواء من حيث تشكيل الخطورة المنتظرة منهما إضافة إلى مساعدة وسط الميدان على الاحتفاظ بالكرة من خلال اللعب في المساحات . وأعطى كل من بونجاح و سوداني الإضافة المرجوة منهما خلال الشوط الثاني مما ساهم في ترجيح كفة المنتخب الوطني الذي استطاع العودة في النتيجة بتسجيله لهدفين منحاه نقاط المباراة . وقام غوركوف بعد إخراج بودبوز و سليماني بإجراء تغيير تكتيكي مهم ساهم في منح الأفضلية للمنتخب الوطني من خلال وضع الثنائي بونجاح و سوداني كمهاجمان صريحان و وضع براهيمي على الجهة اليسرى و محرز على الجهة اليمنى . و وجد الثنائي محرز و براهيمي معالمهما خلال هذا التغيير التكتيكي خاصة أنهما ينشطان في هذا المنصب على مستوى نادييهما ليستر سيتي و بورتو مما ساهم في زيادة خطورة الهجوم . وكان يمكن أن تكون الأمور في منحى آخر لو لم يقم غوركوف بإجراء تغييراته مبكرا مع الأول مع انطلاق الشوط الثاني و الثاني مع حلول د60 و هذا الوقت كان مثاليا للسماح للعناصر التي دخلت على غرار سوداني و بونجاح بإظهار كل مؤهلاتهما خلال ما تبقى من وقت المباراة . وحافظ غوركوف على نفس التوليفة الدفاعية التي لعب بها المباريات الماضية من خلال إشراك الثنائي ماندي و مجاني في المحور و الاعتماد على غولام و زفان على الرواقين و كان منتظرا لن يدخل غوركوف المواجهة بهذه التوليفة بما انه لا يحبذ إجراء تغييرات كثيرة خاصة على مستوى الدفاع . على العموم كسب غوركوف الرهان التكتيكي أمام نظيره مدرب منتخب ليزوتو الذي اتضح انه لا يملك الحلول الكافية التي تسمح له بمجابهة عناصر المنتخب و الاعتماد كان على الإرادة التي لم تكن كافية لوحدها .