علَّق الاتحاد الافريقي عضوية بوركينا فاسو وفرض عقوبات على قادة الانقلاب العسكري فيما تحاول قوى الأمن في هذه الدولة الواقعة بغربي إفريقيا منع المحتجين من الوصول إلى ميدان الثورة في العاصمة واغادوغو. كما فرض الاتحاد الافريقي الذي تتكون عضويته من 54 دولة، حظر سفر على قادة الانقلاب وتجميد أرصدتهم. وكان جنود من الحرس الرئاسي الموالي للرئيس السابق بليز كومباوري قد اقتحموا اجتماعا لمجلس الوزراء الأربعاء وخطفوا الرئيس المؤقت ميشال كافاندو ورئيس وزرائه يعقوبا إسحاق زيدا ليعطلوا بذلك فترة انتقالية كان من المقرر أن تنتهي بانتخابات الشهر المقبل. وعُيِّن الجنرال غيلبرت دينديري - وهو قائد سابق للمخابرات - رئيسا للمجلس العسكري في اليوم التالي. وأُطيح بالرئيس بليز كومباوري العام الماضي في انتفاضة شعبية بعد محاولته تمديد حكمه الذي استمر 27 عاما، وكانت بوركينا فاسو تُعد نموذجا في نظر الجماعات المؤيدة للديمقراطية عبر المنطقة الواقعة جنوب الصحراء في افريقيا. وقال سفير أوغندا لدى الاتحاد الافريقي مول كاتيندي، إن «كافة الإجراءات التي اتخذها من استولوا على السلطة في بوركينا فاسو تُعد باطلة». وجاء رد الفعل الافريقي القوي عقب جلسة لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأمهل قادة الانقلاب أربعة أيام تنتهي في الثلاثاء لإعادة الحكومة المؤقتة وإلا واجهوا حظرا على السفر وتجميدا للأرصدة. وعقد الرئيس السنغالي مكي سال - الذي يترأس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) - ورئيس بنين توماس بوني يايي، اجتماعا مع قائد الانقلاب دينديري في واغادوغو الجمعة. وشدّد سال عقب الاجتماع على ضرورة «الشروع في وسيلة فعالة لتحقيق مصالحة وطنية لإتاحة الفرصة لهذا البلد كي يستعيد وضعه على مسار الديمقراطية». من جانبه، قال الجنرال غيلبرت دينديري في وقت لاحق إن محادثاته مع رئيسي السنغالوبنين كانت مثمرة، لكنه لم يُتفق فيها على أي شيء. وما كادت أقدام وفد إيكواس تطأ أرض مطار واغادوغو حتى كان جنود الحرس الرئاسي يطلقون عيارات نارية في الهواء لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون الوصول إلى ميدان الثورة الذي يمثل رمزا للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بكومباوري في أكتوبر 2014. وانتقلت الاحتجاجات إلى عدة مدن في البلاد، واحتشدت النسوة في بوبو ديولاسو - العاصمة الاقتصادية لبوركينا فاسو - أمس الجمعة، للتعبير عن رفضهم الانقلاب. وأسفرت الاشتباكات - التي ظلت مندلعة منذ الأربعاء بين قوات الانقلاب والمحتجين - عن مقتل ستة أشخاص على الأقل - ثلاثة منهم يوم الجمعة وحده - فيما جُرح 13 على الأقل. واضطر الانقلابيون تحت الضغوط الإقليمية والدولية إلى الإفراج عن الرئيس المؤقت كافاندو واثنين من الوزراء في خطوة قالوا إنها تهدف إلى «تخفيف حدة التوتر»، لكن رئيس الوزراء يعقوبا إسحاق زيدا ظل رهن الاعتقال. وأدانت كل من الأممالمتحدة والولايات المتحدة وفرنسا - والأخيرة كانت تستعمر بوركينا فاسو - الانقلاب.