أشرف، ليلة السبت، وزير الثقافة “عز الدين ميهوبي” على افتتاح فعاليات الأيام الثقافية لسلطنة عمان بقاعة العروض الكبرى “أحمد باي” قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 ، من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام. حضر التظاهرة وفد رسمي هام على رأسهم سفير سلطنة عمان، “هيثم بن طارق آل سعود”، ومستشار وزير الثقافة ورئيس الوفد “أحمد اليحيائي”، ووالي قسنطينة “حسين واضح”، وكذا السلطات العسكرية والمدنية. أكد ميهوبي على عمق العلاقات بين البلدين والضاربة في عمق التاريخ والمتمثلة في الهوية العربية والروابط الدينية المشتركة يعززها الاحترام المتبادل والتعاون الثقافي القوي والذي وعد خلالها بتعزيز العلاقات القائمة ببرمجة فعاليات ثقافية وفكرية جزائرية قريبا في السلطنة والتي تضم عددا كبيرا من الأساتذة والباحثين الأكاديميين الجزائريين. لم يخف “ميهوبي” الذي جاب بمختلف أجنحة المعرض المنظم بالمناسبة (فنون تشكيلية ومطبوعات وتصوير ضوئي) إعجابه بأصالة تراث سلطنة عمان، مهنئا في ذات الصدد هذا البلد الذي يحتفل بتتويج مدينة “نزوة” التي تعد من أهم الحواضر المعروفة بمساجدها وحصونها خلال هذه السنة كعاصمة للثقافة الإسلامية. من جهته، أعرب “محمد يحيائي” رئيس الوفد العماني عن شكره للجزائر على حسن الضيافة وجود الكرم وعلى قوة العلاقة بين البلدين ودور الهوية والدين المشتركين في تقوية الصلة والوقوف كحصن أمام كل محاولة لطمس الهوية، مشيرا إلى أن اختيار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ومدينة “نزوة” العمانية كعاصمة للثقافة الإسلامية، لم يأت اعتباطا، خصوصا وأن الصراعات والنزاعات العنيفة التي تعرفها المنطقة العربية، تجاوزت كل ما هو سياسي وباتت تستهدف هوية الشعوب بالدرجة الأولى. أكد “محمد يحيائي” على أهمية توظيف الثقافة في نشر قيم السلام والتسامح، وعلى دور عديد المفكرين والشعراء والأدباء الجزائريين الذين أسهموا ويساهمون في إثراء الساحة الثقافية العربية من بينهم رائد الحركة الإصلاحية عبد الحميد بن باديس، شاعر الثورة: مفدي زكريا، والروائية أحلام مستغانمي، والأديب واسيني الأعرج، وأن بلد الجزائر لا تذكر بسلطنة عمان إلا وأن ذكر الأدباء وأصحاب الفكر الذين أسهموا في إثراء العقل العربي. الافتتاح طبعته لقاءات شعرية وقصائد عربية جميلة أثارت إعجاب الجمهور الحاضر بقاعة أحمد باي والتي ألقاها الشاعران اللذين أدخلا جوا حالما في نفوس الحاضرين وهما “خالد بن علي المعمري”، و حصة بنت عبد الله البادية، التي قدمت قصيدة تغني للجزائر بعنوان: “أنا من جميلة”، “من عمان إلى عمان” ، “ترتيلة نخل” ، “حداد يليق بغيمة”. وكانت هذه قصائد لاحت بأجواء القاعة زادها صمت واستماع الجمهور نقاءً وجمالا “، ليليها الشاعر خالد بن المعري بإلقاء قصيدة بعنوان: “رحلة المعراج” وقصيدة “أشرعة وأفق لم يأت بعد”، وتم بعدها تكريم ضيوف الجزائر عموما وقسنطينة خصوصا شملت الشاعرين وكذا سفير السلطنة ورئيس الوفد العماني، لتتواصل الفعاليات إلى غاية السابع من الشهر الجاري.