أمسية غير عادية تلك التي عاشها المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة، الذي يشرف على العارضة الفنية للنادي الافريقي التونسي، للموسم الثاني على التوالي، وذلك بمناسبة الداربي العاصمي الذي جمع فريقه بالترجي التونسي بملعب ''رادس''، وهي المباراة التي كانت مهمة جدا ومحددة لمصير التشكيلتين، بالنظر الى ترتيبهما، حيث كان الترجي يحتل الصدارة وبفارق نقطة واحدة عن الأفارقة، الذين كانوا أمام فرصة العمر لاعتلاء الريادة في حالة فوزهم واطاحتهم بالغريم، وهو ما تحقق لهم في الأخير، ولكن بأي طريقة ونتيجة؟ ثلاثية نظيفة لم يكن ينتظرها المنافس بالنظر الى قوته واعتلائه الصدارة طيلة الموسم الحالي، إلا أن ذلك لم يشفع له للوقوف أمام ارادة وعزيمة زملاء الهداف الدوادي الذين أكدوا بهذا الفوز العريض عودتهم القوية وعزمهم الشديد على الحفاظ على لقبهم الذي نالوه الموسم الماضي عن جدارة. استقبال خاص لبن شيخة وقد حظي المدرب الجزائري بن شيخة باستقبال حار من أنصار النادي الافريقي وحتى الترجي التونسي، الذي كان قد عاد الى العاصمة التونسية ساعات قليلة فقط عن المباراة التي كانت تنتظرها تونس كلها، حيث فضل بن شيخة حضور هذا اللقاء وتقديم الدعم المعنوي اللازم لأشباله رغم المصاب الجلل الذي ألّم بعائلته والمتمثل في فقدانه أعز ما يملكه في هذه الدنيا، وهو والدته رحمها الله التي وريت التراب يوم السبت الماضي، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاشراف على حظوظ ناديه في هذه المباراة المصيرية. هذا وقد وقف لاعبو الفريقين قبل بداية اللقاء، دقيقة صمت ترحما على روح والدة المدرب الجزائري، وهو ما يبين الاحترام الكبير الذي يكنه التونسيون لبن شيخة والمكانة المرموقة الذي أضحى يحتلها في قلوبهم. والتي زادت قيمة بعد الشجاعة الكبيرة التي ابداها عندما فضل التضحية على البقاء بجانب عائلته في هذه الظروف الصعبة، وهو ما تجلى من خلال الدعم الذي لقيه من انصار ولاعبي الفريق، الذين كانوا يتوجهون إليه عند كل هدف يسجله النادي.