تعد بلدية خنشلة من البلديات الأكثر انتعاشا في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، حيث تشهد حركية تنموية بفعل تعزيزها بجمل من البرامج والمشاريع التي بدأت تساهم في دعم تطوير هذه المدينة الاقتصادية القائمة بذاتها التي تتطلع أكثر من أي وقت مضى الى تحقيق أهداف التنمية الشاملة، واستدراك العجز المسجل في بعض المرافق ذات الصلة بالبنية التحتية للمنشآت الحيوية ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والرياضي. وقد استفادت هذه الأخيرة منذ تنصيب المجلس الشعبي البلدي في أواخر سنة ,2007 في اطار المخطط البلدي للتنمية بمخلتف أنواعه سواء كان البرنامج العادي للهضاب العليا او البرنامج التكميلي، من 98 عملية تنموية بمبلغ يقدر أكثر من 877 مليون دج، تم الانتهاء منها، وخلق 27 عملية خلال سنة ,2008 بغلاف مالي يقدر ب 96 دج، فيما تبقى 71 عملية قيد الإنجاز عبر مختلف المصالح للنهوض بالتنمية الشاملة وتغطية حاجيات سكان البلدية بمشاريع تساهم في تحسين ظروفهم المعيشية واستحداث فرص العمل في اطارالبرنامج المستحدث مؤخرا في الادماج المهني الموجه خاصة لفئة الشباب للحد من البطالة، حيث يبدي المنتخبون المحليون اهتماما بالغا بتسوية العديد من القضايا التي مازالت تعيق مسيرة التنمية المحلية رغم التوصل بشكل مشجع للقضاء نهائيا على السكن الهش، وذلك بإعادة ترحيل أكثرمن 116 عائلة الى سكنات اجتماعية جديدة تتوفر على شروط الحياة الكريمة. جهود معتبرة للقضاء على السكن الهش انطلاقا مما سبق ذكره بلغت حركة التنمية المحلية أعلى مستوياتها بفضل تعزيزها بعدة برامج هامة، خاصة منها المتلعقة بالسكن وتهيئة الاقليم وحماية المدينة من الفيضانات والقضاء نهائيا على السكن الهش، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن المجلس الشعبي البلدي تمكن من التصول الى محو كل آثار البناءات القصديرية والفوضوية، حيث تم تهديم أكثر من 50 بناء فوضويا بعاصمة الولاية، مما أعاد بدون شك لخنشلة جمالها العمراني، بالاضافة الى الحملة التي شنّتها مصالح البلدية لنزع كل الأسقف الخاصة بالمحلات التجارية التي لا تتطابق مع العصرنة، وذلك نتيجة لتوحيد الجهود وحسن التنسيق بين المنتخبين والمواطنين. برنامج لتحسين الإطار البيئي للسكان ويهدف إعاد الوجه اللائق للمحيط العمراني للمدينة تدعمت بلدية خنشلة ببرامج هامة من شأنها دفع قاطرة التنمية المحلية ووضعها فوق سكتها السليمة، خصوصا وأن مختلف الأحياء والجمعات السكنية تشهد وضعا بيئيا متدهورا، وكان لزاما على المنتخبين المحليين السعي لإيجاد الحلول الواقعة لمشاكل تهيئة الاقليم، وفي لقاء مع »بيبي عبيد« رئيس المجلس الشعبي البلدي، أكد أن البلدية كانت قد مرت بعدة مراحل متدهرة مست الجوانب الأساسية لحياة المواطنين، وأدت بالمقابل الى تدهور المحيط السكني والبيئي لمخلتف احياء المدنية جراء الانتشار الفظيع للأوساخ وأماكن رمي القاذورات وعدم احترام المواطنين لأوقات رمي القاذورات ولمواجهة هذه الحالة، تدعمت حظيرة البلدية بعتاد متطور من رافعات وشاحنات وجرافات والتي من شأنها القضاء نهائيا على العقبات الراهنة. أشغال على قدم وساق بجل أحياء البلدية من جانب آخر تجسدت وعود السلطات المحلية على أرض الواقع بخصوص تحسين وترقية الاطار الحياتي للسكان الموزعين على 68 حيا مثلما أكد عليه والي ولاية خنشلة خلال خرجاته الميدانية عبر مختلف أحياء البلدية التي استفادت من مشاريع بالغة الأهمية، تتعلق أساسا بتهيئة الطرقات ودعم شبكة المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي التي استفادت منها أحياء كل من بوزيان، بوزيد، بوجلبانة، طريق العزار، إبن رشد، النور، طريق باتنة موسى رداح حي الكوسيدار، حي المجاهدين، حي 5 جويلة حي 1200 سكن، حي أول نوفمبر، عين الكرمة والكاهنة، كما تم تعبيد ساحة السوق الجديدة وتهيئة طرقات تعاونيات الأمل، الرياض، وعباس لغرور واعادة تعبيد معظم الطرق الرئيسية بوسط المدنية القديمة، بالاضافة الى انجاز محول ونفق بطريق باتنة من أجل التقليص من حوادث المرور وفك الخناق على حركة المرور التي يعرفها مركب حمام الصالحين المعدني مع تجديد كل اللوحات الإشهارية، وكذا معظم اعمدة الانارة العمومية عبر كل الشوارع. كما عمد رئيس البلدية على تركيب أزيد من 20 غرفة انتظار، خاصة بالمسافرين وفي نفس الاطار تم تهيئة ساحة للعب بحي موسى رداح، كما تم تزويد أحياء 299 و 372 والتعاونيات العقارية الخالدية والضاوية، بالانارة العمومية وحديقة التسلية المستحدثة مؤخرا بحي موسى رداح، وكذا الطريق المزدوج بطريق باتنة وطريق الوزن الثقيل بوسط المدينة الاجتنابي. مؤسسات تعليمية جديدة لتخفيف الاكتظاظ في قطاع التربية أما بالنسبة للمشاريع التي استفادت منها البلدية في اطار المخطط العادي اللامركزي فتتمثل في توسيع 5 مجمعات مدرسية بغلاف مالي قدره 3 ملايين دج، بالاضافة الى مجمعين 31 مليون دج و 5 مطاعم مدرسية 18 مليون دج، وسكنات الزامية مدرسية وعددها 2مليون دج، وترميمات تمس 4 مدارس 27 مليون دج، كما تم تخصيص مساعدات مالية لترميم المدارس الابتدائية بغلاف مالي 44 مليون دج. تجديد جل شبكات الماء الشروب يعتير قطاع الري من القطاعات الهامة بالولاية، لذلك فقد أولته السلطات المحلية اهتماما بالغا، حيث تم تزويد كل سكان الأحياء بالمياه الصالحة للشرب، الآتية من سد »قدية لمدور« وسد »بن هارون« كما تم تسجيل 14عملية في إطار برنامج الهضاب العليا خصص لها مبلغ 55 مليون دج لتجديد قنوات المياه الصالحة للشرب وانجاز مجاري لمياه الأمطار وبالوعات لامتصاص مياه الفيضانات، وبالمقابل تدعمت بلدية خنشلة بمشروع هام يتمثل في انجاز سد »كانال« لحماية المدينة من الفيضانات بعد تقييم التهيئة العمرانية لا سيما في الأشغال المنجزة في السنوات الأخيرة التي ساهمت بشكل جلي في دعم شبكة صرف السيول والمياه الجارفة بعد أن تبين عجز القنوات والبالوعات التي حالت دون احتواء أزمة الفيضانات، خاصة منها بقلب المدينة وطريق بابار والعزار وحي بوزيد وبوزيان لتندرج بشأنها استراتيجية جديدة بالنظر الى توقعات حجم الكوارث الطبيعية ومالها من أهمية في الدراسة الموضوعية وفق متطلبات المدينة بالنظر الى التوسعة العمرانية والكثافة السكانية. مشاريع هامة ضمن مخطط التنمية من بين أهم المشاريع التنموية التي تعززت بها مدينة خنشلة يأتي في صدارتها مشروع ضخم لاحتوائه على ثلاثة أقاليم هي خنشلة، وأم ا لبواقي وتبسة وهو مشروع مصنع خاص بإعادة تحويل وتصنيع النفايات لاسيما منها المواد البلاستيكية، حيث سيسهم في تعزيز امكانيات الولايات المذكورة من ناحية، كما سيعمل على احداث ما يسمى بالتوازن الطبيعي كلما كان المسعى تنظيف المحيط وحماية البيئة من التلوث. من ناحية أخرى فضلا عن توفير أجواء وفضاءات ملائمة لقطاع السياحة تجدر الاشارة الى أن أهم المشاريع المندرجة ضمن نسيج الحركة المرورية يتمثل في مشروع محول الطرق على الطريق الوطني الرابط بين باتنةوخنشلة وأم البواقي عند المدخل الغربي للمدينة، وهذا وفقا لدراسة تقنية تتماشى والمدن الحضرية، ناهيك عما تكتسبه هذا العنصر الحيوي من أهمية، بعدما كلف الدولة اغلفة مالية معتبرة. وفي ظل ندرة المياه الصالحة للشرب وفي اطار دعم هذا المورد، تم انجاز مشروع لتصفية المياه القذرة التي ظلت لسنوات عائقا أمام الثروة الحيوانية والنباتية وحتى العنصر البشري، هذا الأخير كان له جانبا من المخطط التنموي، وذلك بإنشاء فضاء يسمح بالراحة والتسلية إثر عدة عمليات تنموية بمحيط حمام الصالحين السياحي حيث انجزت به عدة حدائق للتسلية والراحة حسب ما توليه المنطقة السياحية. ..ومشاريع قيد الدراسة ولعلّ مساعي القائمين على شؤون بلدية خنشلة لم تنته عند هذا الحد، بل هناك آفاق مستقبلية واعدة للنهوض بهذه البلدية تنمويا في اطار جملة من العمليات والمشاريع المقترحة ذات الطابع المحلي، كما سيتم تعزيزها بأخرى قطاعية، مما قد يبعث الحياة بشكل يرقى الى طموحات وأمال مواطني هذه البلدية، نفس الآمال والطموح معلق ايضا على مشروع القطب العمراني الجديد ( المدينةالجديدة) الذي انطلقت به الأشغال لإنجاز ما يقارب 8 آلاف وحدة سكنية والذي بدون شك سيفك العزلة عن سكان خنشلة.