الأميرال ديفوك: تنسيق الجهود لمكافحة الارهاب أكد اللّواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، أمس، أن منظمة «افريبول» ستشكل بمجرد دخولها حيز التنفيذ، مطلع الشهر الجاري، أداة هامة في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه دول إفريقيا ومنطقة الساحل، باعتبارها لبنة هامة في تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية الإفريقية لضمان الاستقرار بالمنطقة، ومواجهة الجريمة بكافة صورها وأشكالها ومختلف التطورات السلبية داخل مجتمعاتنا في إطار إفريقي بحت. أوضح هامل خلال تدخله بندوة علمية بمنتدى الشرطة حول موضوع «الرهانات الجيواستراتجية بمنطقة الساحل وشمال افريقيا»، أن مكافحة الجريمة وعلى رأسها الإرهاب يتطلب تضافر جهود كل دول الساحل من خلال تنسيق عملياتي محكم سواء في إطار «افريبول» أو المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب مع تعزيز أسس التعاون الشرطي على صعيد القارة السمراء. وبحسب هامل يترجم هذا التوجه حرص الجزائر على التصدي للجريمة المنظمة العابرة للحدود والجرائم الالكترونية، بتبنيها سياسات وقائية وردعية ضد هذه الظواهر التي تعد من بين الجرائم التي فرضت نفسها خلال السنوات الأخيرة بقوة، والتي استدعت ايلاء أهمية كبيرة لها، وهذا بالنظر إلى الخطورة الكبيرة التي تشكلها سواء على الأشخاص أو على أمن واستقرار الدول أو اقتصادياتها بالنظر إلى التنظيم الهيكلي المحكم لشبكاتها المنتشرة عبر كافة أنحاء العالم. وفي هذا المقام، كشف هامل عن المؤتمر المرتقب احتضانه يومي ال 13 و14 ديسمبر الجاري والذي سيجمع قادة الشرطة للدول الإفريقية للإعلان رسميا عن تجسيد منظمة «افريبول» ومناقشة مختلف المستجدات التي عرفتها القارة الإفريقية خاصة ما تعلق بالجريمة المنظمة العابرة للحدود. من جهته، أكد الأميرال المتقاعد جون ديفوك ضرورة تشجيع التعاون من أجل تقريب وجهات النظر في مجال تقييم التهديدات وتحديد السياسات وتعزيز القدرات الأمنية لمجابهة مختلف التحديات الراهنة وعلى رأسها الإرهاب الذي بات مشكلة العالم، مستشهدا بذلك بأحداث باريس وتونس الأخيرة. واقترح المتحدث تشكيل لجنة مختلطة مكوّنة من 10 دول من منطقة الساحل المعنية لتتبع المستجدات في مجال مكافحة الإرهاب وتحركاتهم، إلى جانب ذلك وضع كل التجارب والآراء من أجل بلورة تصور مهم واستراتيجية لإخراج القارة الإفريقية من أزماتها، معرجا الحديث عن التجربة المالية و تدخل الجزائر في حل أزمتها من دون تدخل عسكري والذي مكّن من القضاء على الإرهاب بالمالي. واقترح جون ديفوك تعميق التشاور حول الطرق والوسائل التي من شأنها تعزيز تقارب وجهات النظر والاستراتيجيات وبناء القدرات في مجالات التكوين واكتساب الخدمات السليمة فيما يتعلق بالتحقيقات والخبرات وتبادل المعلومات والتجارب الكفيلة بمحاربة الإرهاب. في هذا السياق، دعا إلى ضرورة تأمين المنطقة ومختلف حدودها ومراقبتها من خلال التعاون والتنسيق الفاعلين وتبادل المعلومات والمعطيات لمنع تسلّل مختلف أنواع الجرائم بما فيها الجريمة المنظمة العابرة للأوطان، مع الحرص على مواصلة العمل المشترك وتعزيزها أكثر نظرا للخطر الذي تواجهه في ظل انتشار هذه الجرائم، مبرزا أن تفاقم الجريمة العابرة للحدود يجعلنا نقترب من التهديد. وفي هذا الإطار، أشار ديفوك إلى أهمية وضع ورقة عمل واحدة و تبادل استعلاماتي بين البلدان سواء في القارة الإفريقية أو الأوروبية والاستفادة من تجارب البلدان والبحث عن حلول واضحة المعالم للقضاء على النوع الجديد من الإجرام ألا وهو الإرهاب الالكتروني.