رافع المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، خلال افتتاحه لأشغال المؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة من أجل تعاون أمني بين الدول الإفريقية لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، منها الإرهاب، تهريب المخدرات، الهجرة غير الشرعية والجريمة المعلوماتية. انطلقت أمس، أشغال المؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية وكذا محافظ السلم والأمن للإتحاد الافريقي إسماعيل شرقي. ويشارك في أشغال هذا المؤتمر حوالي 40 دولة إفريقية، إلى جانب الإتحاد الإفريقي وأنتربول. وفي كلمة اللواء عبد الغني هامل، أكد أن هذا المؤتمر سيسمح بتعميق التشاور بين رؤساء الشرطة حول طرق ووسائل تعزيز تقارب وجهات النظر والاستراتيجيات وبناء القدرات في مجالات التكوين واكتساب الخدمات السلمية فيما يتعلق بالتحقيقات والخبرات وتبادل المعلومات والتجارب. وقال اللواء هامل أن من شأن هذه الدورة، تمكين رؤساء الشرطة الأفارقة من تركيز النقاش حول المسائل الشرطية في سبيل تدقيق النظر في السياسات المثلى التي تسمح بتوحيد جهودهم و تنسيق الإجراءات العملياتية الخاصة بهم و تعزيز أسس التعاون الشرطي على صعيد القارة الافريقية و ذلك من أجل إيجاد الرد الفعال للتحديات والتهديدات التي تواجهها المؤسسات الشرطية للدول الافرقية خاصة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود و الاتجار بالمخدرات والجريمة الالكترونية. وقال اللواء عبد الغني هامل أن هذا اللقاء يهدف إلى إيجاد الرد الفعال للتحديات والتهديدات التي تواجهها المؤسسات الشرطية للدول الإفريقية، خاصة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، الاتجار بالمخدرات والجريمة الالكترونية. و أشار المدير العام للأمن الوطني إلى أن المؤتمر ينعقد تنفيذا للتوصيات التي تم اعتمادها بالإجماع من طرف ممثلي أجهزة الشرطة الإفريقية خلال المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأنتربول المنعقد بوهران في شهر سبتمبر 2013 و كذا المحادثات التي جمعت بين رؤساء الشرطة الأفارقة خلال الدورة 82 للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول خلال نفس السنة بمدينة قرطاجنة كولومبيا. وأشار اللواء هامل إلى أن مبادرة عقد هذا المؤتمر لاقت الإشادة والدعم من طرف اللجنة التقنية المختصة حول الدفاع والأمن والسلم للاتحاد الإفريقي خلال الدورة السابعة للاجتماع المنعقد في اديس ابابا وكذا استحسان رؤساء الدول والحكومات خلال الدورة العادية 22 للاتحاد الإفريقي المنعقدة في شهر جانفي 2014 بأديس ابابا. من جهته أكد محافظ السلم والأمن للإتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، على ضرورة تكثيف العمل وبذل الجهود من أجل إنشاء منظمة إفريقية للشرطة، قائلا »نحن بحاجة إلى جهاز أمني إفريقي«، هذا الجهاز من شأنه المساهمة في حل العديد من المشاكل التي تعرفها بعض البلدان الإفريقية، وكذا مواجهة التهديدات الأمنية بالقارة الإفريقية، منها الجريمة المنظمة والإرهاب، مضيفا أن استحداث نظام خاص للتدخل العسكري السريع، من شأنه المساهمة في حل العديد من المشاكل التي تعرفها بعض البلدان الإفريقية. وأوضح محافظ السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي، أن التعاون الأمني على الصعيد الإقليمي وتبادل المعلومات الشرطية في الوقت المناسب أمران أساسيان لمكافحة الجرائم على نحو فعال، بدءا من الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة ووصولا إلى الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة، مشيرا إلى أن »أفريبول« ترتكز على محورين أساسيين، الأول شرطي يعتمد على التنسيق في مكافحة الجريمة بمختلف أشكالها، خاصة الإرهاب والإتجار بالمخدرات، أما المحور الثاني فيتعلق بالشق العسكري والذي يسمح بالتدخل العسكري في النزاعات الكبرى . وقال اسماعيل شرقي أن عدد البلدان المشاركة في هذا المؤتمر دليل على التزامها بمكافحة تهديدات الجريمة المنظمة والإرهاب التي تواجهها منطقة افريقيا، مشيدا بالمجهودات التي قامت بها المديرية العامة للأمن الوطني في تحضير وتطعيم ورقة عمل مشروع إنشاء منظمة إفريقية للشرطة» أفريبول«، واحتضانها لأشغال المؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة. وأكد ممثل الشرطة بدولة مالي على هامش أشغال المؤتمر، أن إنشاء منظمة إفريقية للشرطة، يضمن عدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية، مشيرا إلى أن دولة مالي تسعى من أجل تعزيز التعاون الأمني مع الجزائر، وكذا تحقيق المرافقة في الميدان من خلال الاستفادة من قدرات الشرطة الجزائرية في مجال التكوين، خاصة في ما يتعلق بمجال التدخل السريع ومكافحة الإرهاب ومختلف المشاكل التي تعاني منها دولة مالي، وعلى وجه التحديد الإرهاب والمخدرات . وفي سياق ذي صلة، أوضح ممثل الشرطة بدولة النيجر أن هناك تعاون بين الجزائرومالي في مجال تبادل المعلومات، باعتبار أن المشاكل الأمنية التي تمس الجزائر تمس أيضا النيجر بحكم الحدود بينهما، على مستوى النقطتين الحدوديتين عين قزام وأصامنكا . وبخصوص مبادرة إنشاء منظمة إفريقية للشرطة، أكد ذات المصدر أن »أفريبول« من شأنها أن تساهم في تعزيز التعاون الأمني بين البلدان الإفريقية.