كان الإقبال الجماهيري لحضور العرض الشرفي الأول للعمل الجديد لمسرح باتنة الجهوي الموسوم»امغارذ ثامنوكالث «كافيا، ليجعل فريق العمل الخاص بالمسرحية، مقتنعا لحد كبير بالمشاركة في المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته ال7. هذا ما رصدته «الشعب» من عين المكان حيث يدور حديث الشارع الثقافي على هذا الانجاز الهام، العمل الذي حقق نجاحا جماهيريا في أو عرض له، من إنتاج مسرح باتنة الجهوي لمخرجه الفنان قجة رمزي، استطاع مع فريق التمثيل تجسيد فكرة الاستطلاع في التاريخ والحفر في الذاكرة لاستنطاق تراث قبائل الطوارق بكل ما يحمله من زخم فكري وحضاري. انه فكر يمتد إلى آلاف السنين توقف عنده العمل المسرحي في رحلة للكشف عن التقاليد والمعتقدات والطقوس لقبائل الأهقار والطوارق على وجه العموم، فقد تكون اندثرت ولكنها شاهدة على حقبة نابضة بالحياة عامرة بالقيم النبيلة التي تعيشها القبيلة، لتنم عن كيان اجتماعي له خصوصياته ومميزاته، يخترق كل هذا وذاك الصراع الأزلي بين الخير والشر. الجمهور تفاعل بشكل كبير مع شخوص المسرحية والرقصات التي زينت اللوحات والموسيقى المستمدة من كل ما هو متعلق بالتراث الترقي، من خلال لوحات وحركات احتفالية، بخصوص السينوغرافيا فحمزة جاب الله وفق كثيرا باختياره، للديكور، الملابس، الإضاءة، الإكسسوارات، الماكياج والفضاء. ويبدو من أداء الممثلين أن المخرج رمزي قجة كان على دراية كاملة بحرفية الإخراج، وقدرته على الإدارة والتوجيه فالمخرج تأمل النص وتصوره برؤية خاصة، حيث جعل من النص المسرحي المكتوب عملا حيا فوق الخشبة باختياره الممثلين، بالإضافة إلى تنظيمه لحركة الممثلين فوقها. للإشارة فإن مسرحية «أمغارذ تامنوكالث» مستلهمة عن قصة لإبراهيم الكوني من قبل الدكتورة ليلى بن عائشة، سينوغرافيا حمزة جاب الله.