أشادت البرازيلية ذات الأصل الكوري يارا لي بالجهود التي تبذلها الجزائر، في دعمها لتقرير مصير الشعب الصحراوي الذي تقره الشرعية الدولية، وقالت أن النضال الذي يخوضه الشعب الصحراوي ينبع من إرادة في التحرر والانعتاق، لإنهاء معاناة عمرها 40 سنة. نضال المخرجة البرازيلية الكورية يارا لي واستماتتها في مساندة الشعوب التي ما تزال ترزح تحت نير الاستعمار، جسدته من خلال الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان “الحياة في انتظار: تقرير المصير والمقاومة في الصحراء الغربية”، الذي أبرزت من خلاله ثقافة المقاومة، من منظور ناشطة في مجال حماية حقوق الإنسان، التي دافعت عنها بشدة أمس في منتدى جريدة “الشعب”، وقد عرف اللقاء حضور شخصيات سياسية ودبلوماسية. يتحدث فيلم “ثقافات المقاومة” عن نضال الشعب الصحراوي من خلال موروثه الثقافي، يسلط الضوء على العنف الذي يتعرض له تحت الاحتلال المغربي. وعن دور الفن والإبداع بكل أشكاله بما فيها استخدام المعارك في أعمال فنية، والذي يمكن أن يكون له حسبها دور فاعل في مسيرة الدفاع عن الحق والعدالة والسلام، وهي تؤيد النضال السلمي بعيدا عن العنف والحروب والمعارك التي تحصد الأرواح وتخلف الدمار، على حد تعبيرها. ذكرت المخرجة يارا لي أنه عشية الحرب على العراق وبالتحديد سنة 2003 كانت في جولة بحثا عن فهم الصراعات، التي تتزايد يوما بعد يوم في هذا العالم، مفيدة أنها سافرت عبر القارات الخمس، مسجلة ملاحظات مفادها «أن هناك شعوبا تعاني من ويلات الاحتلال كما هو الحال في فلسطين والصحراء الغربية، تحتاج إلى دعم ونضال مستمر “غير عنيف”». وأبرزت المناضلة من خلال حديثها عن مقابلات بنشطاء حقوق إنسان صحراويين في المناطق المحتلة، ومع صحراويين في مخيمات اللاجئين، أن الصحراويين مازالوا ينتظرون أن تطبق على أرض الواقع، تلك الوعود المقطوعة القاضية بتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية، لإنهاء معاناة عمرها 40 سنة. كما أشادت في سياق متصل، بالعبر والدروس المستخلصة من النضال السلمي الذي يخوضه الصحراويون. كاشفة في ذات الوقت الممارسات البغيضة التي ينتهجها المغرب ضد الصحراويين من اعتقالات، و تعذيب، واختفاء وغير ذلك من خروقات حقوق الإنسان. ويعتبر هذا الفيلم الوثائقي الذي يعرض على الجماهير الصحراوية بالمناطق المحتلة قبل أن يعرض في صالات سينمائية عالمية، وذلك بناء على رغبة المخرجة وتقديرا منها للقاعدة الجماهيرية المقاومة بالمناطق المحتلة، وانطلاقا من إيمانها العميق بعدالة القضية. وترى يارا ضرورة الاهتمام بثقافة المقاومة، من قبل المثقفين والمخرجين والمبدعين بصفة عامة والناشطين في مجال حقوق الإنسان، موضحة أنها تنشط في المنظمات غير الحكومية و«غير السياسية، مشيرة إلى أن فيلمها، يكشف جزء من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال المغربي في المناطق الصحراوية المحتلة. وبعد عرض مقاطع من هذا الفيلم في منتدى «الشعب»، أكدت دعمها ومساندتها كذلك للقضية الفلسطينية، وذكرت أنها قد منعت من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إنتاج فيلم هناك، مفيدة أنه تم وقفها لمدة ثلاثة أيام هناك حسب ما ذكرت، بذريعة دعمها للقضية.