فسيفساء ثقافية غيّرت المشهد وضريح إمدغاسن يعود من جديد عرف المشهد الثقافي بعاصمة الأوراس باتنة خلال سنة 2015 العديد من الأحداث والفاعلية الثقافية المحلية والوطنية والدولية، كان لها الأثر البالغ في تفعيل الحركة الثقافية بباتنة، حيث تنفّس عشّاق الفن والثّقافة عبقا فنيا، غير أنّهم ينتظرون المزيد خاصة مع الزيارة الأخيرة لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وتعهده بالمزيد من المجهودات لدفع عجلة التنمية الثقافية في ولاية لها من التاريخ الأثري والفني والإنساني ما يؤهّلها لتكون قطبا ثقافيا بامتياز. مسرح باتنة الجهوي يعيد الطّاهر وطّار إلى الحياة تألّق مسرح باتنة الجهوي خلال هذا العام، حيث شهد العديد من التطورات التقنية والفنية، خاصة ما تعلق بإنتاج الأعمال المسرحية الجديدة كمسرحية “الولي الصالح” للراحل الطاهر وطار، الذي عاد لجمهوره عبر مسرح باتنة الجهوي في صراع حول البقاء لمخرجه عمر فطموش، حيث يعتبر العمل المقتبس عن رواية الكاتب الجزائري المرحوم الطاهر وطار، من بين الأعمال المسرحية الجديدة التي يعوّل عليها في صناعة الفرجة في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، من خلال صناعة رؤية جديدة في عالم المسرح تتمرّد على العديد من العادات والتقاليد وإعادته إلى أصله الأول عندما كان الجمهور لاعبا أساسيا وعنصرا فاعلا في الأداء المسرحي . وتدور أحداث “الولي الصالح” في قصة مجموعة من الأشخاص، لجئوا إلى مكان مجهول في قمة أحد الجبال هروبا من مرض فتّاك، دون أن يعلموا أن الجبل الذي أووا إليه هو مقام لولي صالح. وتتسارع الأحداث في العمل المسرحي الذي يشارك فيه جمال طيار وصليحة بن براهيم ولبوخ فؤاد ولحسن شيبة وسمير أوجيت وصالح بوبير، وهم نخبة من ألمع نجوم الفن الرابع بباتنة. وقد حرص المسرح الجهوي بباتنة خلال هاته السنة التي تشرف على الانقضاء، على استضافة مختلف فرق ولايات الوطن الهاوية منها والمحترفة لإبراز أهم الأعمال الفنية الجديدة لديها، ناهيك عن تنظيم الأيام الخاصة بالأطفال خلال العطلة المدرسية. خبراء من إسبانيا وإيطاليا لترميم ضريح الملك النّوميدي إمدغاسن وفي إطار الحرص على الحفاظ على التراث الأثري الإنساني الذي تزخر به باتنة، رصد الاتحاد الأوروبي لعملية ترميم ضريح الملك النوميدي إمدغاسن ببلدية بومية، غلافا ماليا مهمّا يقدر ب 24 مليون أورو، 5 . 21 مليون منها مساهمة من الاتحاد الأوروبي و5 . 2 مليون أورو خصّصتها الجزائر لذات الغرض وحماية هذا المعلم التاريخي، الذي عرف في السنوات الأخيرة تدهورا غير مسبوق بسبب بعض أعمال التخريب التي طالته. ولذات الغرض حلّ وفد من الخبراء المختّصين في الآثار من إسبانيا وإيطاليا، كلّفوا من طرف الإتحاد الأوروبي بترميم الضريح. الفيلم الجامعي القصير يعكس حجم اهتمام الطّلبة بالسّينما عاش ولمدة أسبوع طلبة جامعة باتنة و22 جامعة من الوطن، فعاليات المهرجان الوطني للفيلم الجامعي القصير بولاية باتنة في طبعته الثانية تحت شعار “معا من أجل ترسيخ ثقافة سينمائية في الوسط الجامعي”، حيث شهدت الطبعة نقلة نوعية نحو الأداء الاحترافي،بمشاركة وجوه فنية من خارج الوطن وهو ما اعتبر حسب مهتمين سألتهم “الشعب”، بأنّ المهرجان يخطو نحو التوسع أكثر ليصبح بدعم الطلبة في طبعاته اللاحقة ليكون مغاربيا وعربيا وحتى دوليا. وقد تميّز المهرجان بتنظيم عدة ورشات تكوينية خاصة للطلبة المشاركين يتعلق بالصناعة السينمائية الجامعية، التمثيل، كتابة السيناريو السينمائي، الإخراج السينمائي للأفلام القصيرة. والجدير بالذكر في الأخير، أن المهرجان شهد مشاركة 22 ولاية، تنافست على جوائز المهرجان. الطّبعة ال 37 لمهرجان تيمقاد وعزوف المستثمرين في تبنّي الفعاليات الثّقافية احتضنت ولاية باتنة، على غرار السنوات الأخيرة، مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال 37، حيث عاش سكان باتنة والولايات المجاورة على مدار 8 أيام أجواء من السحر الفني، التقى خلالها عشاق الأغنية الراقية الجزائرية والعربية والغربية مع ألمع نجومها ومن القارات ال 5. ويساهم المهرجان في تحريك العجلة الاقتصادية بالمدينة التي لا تنام خلال التظاهرة، في حين تتحول إلى مدينة للأشباح بعد المهرجان. هذه الإشكالية دفعت بالسيد لخضر بن تركي، مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام إلى دعوة الجمعيات الثقافية بالأوراس إلى استغلال الصرح في تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية على غرار الحاصل في قرطاج، مبديا استعداده للتكفل بدعوة الضيوف والإشراف على الجانب التقني في حال تقرّر إضاءة مدينة تيمقاد على طول العام، وهو “الحلم” الذي يبدو مستحيلا في ظل عوف المستثمرين ورجال الأعمال على تبني النشاطات الثقافية والفنية. المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي للحفاظ على اللّغة وحمايتها قبل انقضاء سنة 2015 بأيام، عاشت باتنة فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته ال 7، تحت شعار “إبداع، أصالة، وحدة وطنية”، الهدف من التظاهرة حسب منظميها إعطاء الفرصة لجميع مبدعي الجزائر للمساهمة في إثراء المشهد الثقافي الناطق باللغة الأمازيغية.