عقد وزراء خارجية قطر والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، أمس، بالعاصمة السعودية الرياض، اجتماعا طارئا ناقشوا خلاله ما اعتبره مجلس التعاون الخليجي الانتهاكات الإيرانية بحق مقار البعثات الدبلوماسية السعودية. عقد الاجتماع الاستثنائي برئاسة وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، عادل الجبير، كما صرح الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني، لتدارس تداعيات حادث الاعتداء على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وجاء الاجتماع بعد تأييد دول عدة قرار المملكة بقطع علاقتها مع طهران، وإبداء دول أخرى استعدادها القيام بدور الوساطة بين البلدين من أجل تهدئة التوتر وحل الخلافات، وسط إدانة مجلس الأمن الدولي للاعتداءات. وكانت السعودية قد أدانت بأشد العبارات جميع أعمال العنف ضد البعثات الدبلوماسية، وفشل السلطات الإيرانية تجاه احترام المبدإ الأساسي من مبادئ حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية والتزامات الحكومات المضيفة. وقد تضمن البيان المشترك، الذي صدر عن الاجتماع، موقف دول المجلس من الاعتداءات الإيرانية الأخيرة ومستقبل العلاقات الخليجية مع إيران. من الرياض إلى القاهرة، من المقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، اليوم الأحد، بناء على طلب الرياض وإدانة انتهاكات إيران لحرمة مقار بعثاتها الدبلوماسية. يأتي هذا فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده لا ترغب بتصعيد التوتر مع دول الجوار، على خلفية تدهور العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية. ونقلت الخارجية الإيرانية، أمس، عن ظريف قوله، في رسائل وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة من نظرائه في دول العالم، أعرب فيها عن أمله في أن “يسلك النظام السعودي طريق العقل، خاصة وأن إيران لا ترغب أصلا بتصعيد التوتر مع دول الجوار”. وأوضح أن “إيران لم تقدم على أي خطوة انتقامية ضد السعودية ولم تقطع علاقاتها معها، كما لم تخفض مستوى هذه العلاقات ودعت دائما إلى الوحدة الإسلامية”. وأضاف، أن “إيران شجبت بشكل صريح الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد وعملت على توفير الأمن والاحترام للدبلوماسيين السعوديين، كما سارعت إلى صيانة المجمع الدبلوماسي السعودي. وأعرب كبار المسؤولين فيها عن عزمهم معاقبة المهاجمين وفق القوانين وكذلك معاقبة الذين قصّروا في حماية البعثات الدبلوماسية وبدأت السلطات الإيرانية تحقيقات واسعة لمعرفة أسباب وقوع هذا الحادث ومنع تكراره”. وأشار إلى أن “الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزارة الخارجية الإيرانية كانوا من أوائل الذين أرسلوا الرسائل الخاصة والعامة إلى السعودية للإعراب عن الاستعداد للحوار وتوفير الأرضية اللازمة لاستقرار المنطقة ومكافحة العنف والتطرف”.