تعتبر ولاية تيارت من الولايات التي يجتازها أكبر عدد من المسافرين لكونها منطقة عبور كبيرة ومدخل للصحراء الكبرى، وملتقى طرق الشمال والجنوب والغرب والشرق، ولا سيما بعد الانفتاح الاقتصادي الذي عرفته الجزائر، غير أن هذا لم يشفع للولاية بأن ترتقي إلى ولاية اقتصادية من حيث الهياكل الفندقية والاستقبال، ولا سيما في الجهتين الشمالية والجنوبية والغربية للولاية. وتعرف مدينة فرندة ركودا وتراجعا بعد أن كانت قطبا سياحيا وتنمويا ينافس المدن الجزائرية، غير أنه ورغم تواجدها بمنطقة استراتيجية تربط الغرب بالجنوب، ووجود مغارة ابن خلدون الشهيرة بقرية تاوغزوت التابعة لبلدية فرندة، وامتداد مغارات الاجدار الشهيرة والتي يعود إنشاؤها الى عهد الرومان، زيادة على تواجد مكتبة ابن خلدون وجامع سيدي الناصر العريق وواد لتات الشهير. جميع هذه المرافق لم تشفع لفرندة لأن يشيد بها فندقا أو حتى دارا للشباب ليتمكن زائروها من المبيت هناك، حيث يضطر زوار مدينة فرندة وضواحيها التوجه لعاصمة الولاية تيارت، والتي تبعد عن فرندة ب 50 كلم للمبيت، ورغم ذلك يتطلع مواطنو فرندة إلى بيت للشباب حيث وجد المسافرون الذين مروا خلال شتاء العام الماضي أثناء انقطاع الطريق أنفسهم محاصرون على قارعة الطريق لولا كرم أبناء فرندة، الذين تكفلوا بإيواء من تقطعت بهم السبل. بالاضافة إلى مدينة السوقر هي الأخرى والتي تعتبر ثاني أكبر تجمع سكاني بولاية تيارت، تفتقر إلى مرافق استقبال كثيرة رغم أنه بالسوقر فندقين احدهما يشتغل وهو فندق باب الصحراء ذو 4 نجوم لكن تواجده خارج النسيج العمراني قد لا يفي بالغرض الذي وجد من اجله، وجود فندق لأحد الخواص والذي يعتبر من أقدم الفنادق بالولاية، غير أن مالكه لم يقم بتحديثه مما جعل الفندق لا يستقطب زوار مدينة السوقر الاقتصادية، حيث يوجد بها اكبر سوق للمواشي بالجهتين الغربية والشرقية. السوقر كذلك أصبحت قطبا اقتصاديا كبيرا في الالكترونيات وتجارة مواد البناء، زيادة على وجودها ببوابة الصحراء، ورغم ذلك لا توجد بها محطة للنقل الحضري او للمسافرين رغم أنها تستقبل الآلاف من المسافرين، ويوجد بها مكتب لاحد الخواص يقوم بخدمة المسافرين قاصدي الشرق والصحراء، ورغم ذلك لا وجود لفنادق كبيرة تلبي الطلب، حتى التجار يفضّلون التوجه لعاصمة الولاية من اجل المبيت. ما عدا عاصمة الولاية ومدينة السوقر، فإن وجود الفنادق ومراكز الاستقبال كدور الشباب وغيرها من الهياكل منعدمة تماما، فمثلا مدينة مهدية والتي تعتبر بوابة الجهة الغربية للولاية لا تملك اي مرفق استقبال للزوار والمسافرين، وقد ظهر ذلك خلال تكريم شهيد الواجب لحمر محمد امين الذي سقط بتيقنتورين، وعجّ بيتهم العائلي بالمعزين والزوار بمسقط راسه بمهدية من مختلف ولايات الوطن وتوجهوا الى تيارت للمبيت. ويستنجد منظمو المهرجانات والملتقيات التي تقام بولاية تيارت بفنادق بوعزة وميموني وباب الصحراء وتيمقاد بعاصمة الولاية لاستقبال ضيوفهم، ونشير أن صاحب فندق بوعزة هو الوحيد الذي تكلف بتكريم الصحفيين أثناء يومهم الوطني في التفاتة فريدة من نوعها. وتبقى ولاية تيارت تفتقر لمرافق استقبال تليق بمكانتها الاقتصادية والثقافية كونها أصبحت قطبا ثقافيا من خلال تنظيم الكثير من المهرجانات والملتقيات كمهرجان علي معاشي ومهرجان الشعر الشعبي ومهرجان الاطفال وملتقى الأغنية الملتزمة وملتقيات أخرى. يحدث هذا في ظل سياسة انتهاج وسائل ومصادر اخرى للنمو و النهوض بالاقتصاد الوطني كالسياحة الغابية التي تتوفر عليها تيارت والسياحة الحموية، حيث تتوفر دائرة قصر الشلالة على حمام معدني مشهور، لكن عدم التشهير له وقلة المرافق لاستقبال الزوار حال دون بلوغ الهدف المتمثل في الاستثمار في السياحة الحموية. وللإنصاف، فإن بعض المرافق الفندقية كبوعزة وميموني وتيمقاد تؤدي دورا أساسيا وتحفظ ماء الوجه، كونها فنادق محترمة وتسير بطريقة عصرية وبها جميع المرافق المريحة، وكذلك فندق باب الصحراء بمدينة السوقر الذي قصده جميع المتوجهين الى الجنوب الجزائري والشمال، وقد برمجت بيتان للشباب بكل من فرندة وعين الذهب لاستقبال الزوار، ولا سيما فرق كرة القدم التي تتجه الى كل من فرندة والسوقر والدحموني، فان بيوت الشباب ستساهم في التخفيف عن الفنادق القليلة بولاية تيارت التي تعتبر قطبا صناعيا وتجاريا هاما.