تخصيص 02٪ من الموارد المالية أمر حتمي للمؤسسات الإعلامية شدد وزير الاتصال حميد ڤرين على ضرورة تخصيص وسائل الإعلام 02٪ من مواردها لتكوين صحافييها، منتقدا عدم إيلاء الكثير من المؤسسات أهمية للتكوين. وأشار في سياق حديثه، إلى وجود ميكانيزمات قانونية تقرّ بذلك. أكد ڤرين خلال الندوة التي احتضنها، أمس الأثنين، قصر الثقافة محمد بوضياف بعنابة بعنوان: «التعرف على وسائل الإعلام... للمواطن الحق في معلومة موثوقة»، أن التكوين يضمن الاستمرارية ويقدم معلومات مؤكدة، في حين أن غيابه يعني غياب الاحترافية وأخلاقيات المهنة، حيث يتعين على الصحافي الاعتماد على مصادر موثوقة وتفادي استعمال الصيغ الشرطية. وأضاف ڤرين، أن وزارة الاتصال تولي أهمية للتكوين وندوة عنابة تعد الثالثة في البرنامج المسطر، مشيرا إلى أنها حصة تكوينية تحت إشراف المدير العام للتلفزيون الجزائري توفيق خلادي الذي يتمتع بخبرة تفوق 35 سنة من العمل الإعلامي. الندوة، بحسب الوزير، تدخل في إطار الحصص التكوينية التي تنظمها الوزارة كل شهر بمشاركة مختصين وخبراء من داخل وخارج الوطن وندوات مفتوحة للمواطنين، موضحا أنه التمس من خلال هذه الندوة تفاعل المجتمع المدني مع المدير العام للتلفزيون الجزائري، من خلال الأسئلة المطروحة، قائلا إن سكان عنابة متعطشون وولوعون بالتلفزة العمومية، والتي تحمل إيجابيات كما تحمل نقائص تكلم عنها توفيق خلادي، يقول وزير الاتصال. كما أن المواطن الجزائري له الحق في المشاركة في النقاشات التي تهدف إلى خدمة وتحسين الصحافة الجزائرية. وأضاف حميد ڤرين، أن هذه الندوات ستتواصل في ولايات أخرى، حيث سيكون الموعد، شهر مارس المقبل، ببشار أو ورڤلة، لم يتم تحديد الولاية، بحسب الوزير، في حين ستكون له زيارة ثانية لعنابة إلى جانب أدرار في الشهور القليلة القادمة بهدف تدشين مكتب جديد للتلفزيون بالولايتين. من جانب آخر، أكد وزير الاتصال أن الهدف من بطاقة الصحافي المحترف معرفة عدد الصحافيين على المستوى الوطني وضمان لهم الحماية والوصول إلى مصدر المعلومة، فضلا عن انتخاب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلس أخلاقيات المهنة، بالإضافة إلى اللجنة التي تمنح بطاقة الصحافي المحترف. كما أكد أن تعيين رئيس سلطة الضبط لم يحن بعد وهو من صلاحيات فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. في سياق آخر، قال الوزير إن قطاعه أمضى اتفاقية مع 03 وزارات هدفها العمل على تخفيض بعض الخدمات للإعلاميين. خلادي: الهوية الوطنية بكل مفاهيمها في خطر من جهته تحدث المدير العام للتلفزيون الجزائري توفيق خلادي، عن دور الخدمة العمومية في القطاع السمعي البصري، مشيرا إلى أنها تتمثل في تقديم وإنتاج برامج لمختلف فئات وشرائح المجتمع دون استثناء. وطالب خلادي بضرورة عدم الخلط بين القنوات التجارية وتلفزيون الخدمة العمومية، الذي لابد أن يكون مرآة للمجتمع الجزائري ومنفتحا ومتناغما مع التنوع اللغوي. كما أفاد المدير العام للتلفزيون، أن الجزائر كانت تتوفر على قناة واحدة، تبث 12 ساعة فقط، لنصل بعد 20 سنة من العمل إلى 05 قنوات تلفزيونية تبث لمدة 110 ساعة يوميا برامج متنوعة وتعتمد على ساعتين فقط للأخبار، مشيرا إلى أن المشكل المطروح اليوم وفي العالم العربي خاصة، هو العمل على إنتاج محتويات وطنية ذات جودة عالية، لأن الهوية الوطنية بكل مفاهيمها بحسب خلادي في خطر، بسبب آلاف البرامج التي يستقبلها الجزائريون من قبل «النايل سات» لوحده والتي قد تصل إلى 1300 برنامج يومي متنوع. وأضاف، أن الهدف اليوم كيف يبقى المشاهد الجزائري مرتبطا لفترة أطول بقنواته الوطنية، قائلا إن الجودة تتطلب فهم محتوى الخدمة العمومية والتي بدورها تتطلب إنتاج برامج لجميع الجزائريين على 03 مستويات وهي الاستمرارية، التنوع في تقديم البرامج لجميع الفئات وتقديم خدمات اجتماعية ديمقراطية وثقافية. وصرح توفيق خلادي، أنهم مايزالون بعيدين عن المستوى، لكنهم يحاولون عبر الشبكات الخمس إرضاء جميع المشاهدين، ويبذلون جهودا متواصلة لتحسين الخدمة العمومية، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، بحسب تاريخها ومستواها الثقافي والاجتماعي.