وقف أمس، الشاعر المصري هشام الجخ، أمام الجمهور القسنطيني في أول أمسية شعرية إحتضنتها قاعة المحاضرات بقصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة»، يتنقل بعدها الشاعر في دورة إلى ولايات أم البواقي، وادي سوف، بشار، مستغانم وأخيرا الجزائر العاصمة. واستطاع الشاعر، الذي يطلق عليه لقب «هويس الشعر العربي»، أن يلتحم مع الجمهور الذي غصت به القاعة من خلال قصائده التي اشتهر بها وذاع صيتها عبر كامل أرجاء الوطن العربي، حيث كان يردد معه الجمهور وبعفوية كسرت كل الحواجز، مقاطع وأبيات من تلك القصائد. وكانت أول قصيدة ألقاها الشاعر «سأسبح باسمك الله»، وهي القصيدة التي تحمل في كل بيت من أبياتها هموم الإنسان العربي، الذي فقد الأمل في أنظمته السياسية ويبحث عن حل رغم الجروح التي تكبدها، لكن يبقى حب الوطن العربي من شرقه إلى مغربه حبل تلك الوحدة وطوق النجاة التي يتمسك بها الشاعر رغم تلك العواصف والرياح. وبعدها قصيدته «ثلاثة خرفان» تغنى الشاعر بالطفل الفلسطيني «محمد الدرة»، التي اغتالته يد الغدر الإسرائيلي منذ سنوات حيث كان ولا زال في الذاكرة العربية والإنسانية، هذا الطفل الرمز الذي لن تتوقف بعده الحياة ولا يمكن للاستعمار الإسرائيلي أن يغتال شعبا يريد الحرية وتحرير أرضه المغتصبة، ومما أشاد به الشاعر في أحد أبياته بعبارة «نسوانهم رجاله» أن المرأة الفلسطينية التي تبعث بأبنائها إلى الاستشهاد هي امرأة تفوق الوصف، إذ تحمل بمواقفها وشجاعتها صفة الرجال أو أكثر. وكانت أخر قصيدة لضيف قسنطينة «الجدول» وهي القصيدة التي تفاعل معها الحضور طويلا، وهي القصيدة المهداة كما قال إلى روح والدته وهي متكونة من خمسة مشاهد يحمل الشاعر فيها كل مرة الجمهور إلى حياته وسط عائلته الصغيرة وتكون الأم هي المحور الذي تعلق بها الشاعر الطفل حتى إنتقال روحها إلى بارئها. وبعد تكريمه أثنى الشاعر على الجمهور الحاضر وحفاوة الاستقبال التي حظي به من أهل قسطينة وهي تعيش عرسها الثقافي كعاصمة للثقافة العربية.